عملية انحراف الوتيرة في ايران: كل ما تحتاج معرفته
تسمى الجراحة التي يتم فيها إصلاح وتقويم الحاجز الأنفي بعملية انحراف الوتيرة أو عملية تصحيح انحراف الحاجز الانفي، والحاجز الأنفي هو الجدار الذي يقسم الممر الأنفي إلى تجويفين منفصلين يميني ويساري، حيث أن النصف السفلي من هذا الحاجز غضروفي والنصف العلوي عظمي. قد يكون الانحراف الحاجز الانفي ناتجاً عن عوامل خلقية لكن في بعض الأحيان يكون ناتجاً عن ضربة أو صدمة، بالنسبة لأغلب الناس لا يكون هذا الحاجز في المنتصف تماماً، وهذا لا يسبب أية مشاكل، أما بالنسبة لثلث الناس تقريباً فإن هذا الانحراف عن خط الوسط يكون لدرجة كبيرة بحيث يعيق التنفس، وتكون النتيجة مشاكل تنفسية، كما أنه يزيد من مخاطر الإنتان في الجيوب الأنفية نتيجة سوء تصريف المخاط، وهناك أعراض أخرى لانحراف الحاجز الأنفي تتضمن نزيف الأنف المتكرر وآلام الوجه.
بعد عملية انحراف الوتيرة في ايران سيتحسن تدفق الهواء والسوائل المخاطية في أنفك، وبالنتيجة ستتحسن جودة الحياة لديك، قد يقوم الجراح بقطع وتغيير أجزاء من الحاجز الأنفي قبل أن يضعها في موضعها الجديد، حيث أن العلاج الوحيد لانحراف الحاجز الأنفي هو الجراحة.
ما هي أعراض انحراف الحاجز الأنفي؟
العرض الرئيسي لانحراف الحاجز الأنفي في انسداد المجرى التنفسي بحيث لا يستطيع الشخص التنفس بسهولة من الأنف، وفي بعض الأحيان يعاني المريض من اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي. عادةً ما تقوم الجيوب الأنفية بتصريف افرازاتها في الأنف عبر أقنية، ومن هناك إلى مؤخرة الحلق. إن انحراف الحاجز الأنفي قد يسد الأقنية الأنفية، وفي هذه الحالة تتراكم إفرازات الجيوب الأنفية بداخلها وتزداد احتمالية الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
يمكن أن يكون انحراف الحاجز الأنفي سبباً في حدوث الشخير وانخفاض حاسة الشم والصداع إضافةً إلى الجفاف في أجزاء من الأنف، وهذا الجفاف يمكن أن يؤدي إلى نزيف في الأنف.
متى يتم إجراء عملية انحراف الوتيرة؟
يتم إجراء عملية انحراف الوتيرة للأسباب التالية:
- الضعف المزمن في التنفس الأنفي
- فرط نمو الغشاء المخاطي للأنف
- تصحيح اعوجاج الأنف كحالة تجميلية
- قلة التهوية في الجيوب الأنفية
- كسر عظم الأنف
ماذا يجب أن نفعل قبل عملية انحراف الوتيرة؟
في معظم الحالات يتم إجراء عملية تصحيح انحراف الحاجز الأنفي كعملية عيادات خارجية في المستشفيات أو المراكز الجراحية، حيث سيقوم طبيب التخدير بفحص حالتك قبل الجراحة ومراقبة الأعراض أثناء الجراحة. إذا طلب طبيبك أن تجري فحوص طبية فيجب عليك أن تحضر النتائج في يوم العملية للجراح ولطبيب التخدير من أجل مراجعتها.
يجب على المرضى عدم تناول الأسبرين أو أي منتج يحتوي على الأسبرين لمدة 10 أيام قبل الجراحة، كما يجب عدم استخدام مضادات الالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين لمدة 7 أيام قبل الجراحة. أخبر طبيبك عن أي دواء تأخذه حتى لو كان دون وصفة طبية، فالكثير من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية تحتوي على الأسبرين أو الإيبوبروفين، وجميعها يمكن أن تزيد من النزيف الجراحي، لذلك يعتبر الحذر من جميع الأدوية أمراً بالغ الأهمية.
قبل العلاج سيتم إعطاء المرضى إرشادات حول ما يمكنهم وما لا يمكنهم أكله أو شربه، ويجب أيضاً تجنب الماء أو الحلويات أو العلكة، حيث تزداد احتمالية حدوث مضاعفات التخدير إذا كان هناك شيء ما في الأمعاء، كما يجب على المرضى المدخنين محاولة الإقلاع عن التدخين أو التقليل ما أمكن من عدد السجائر المدخنة، فهذا سيساعد في منع السعال والنزيف بعد الجراحة. يجب على المرضى التحدث إلى طبيبهم عن هذه التدابير الوقائية وإخبار طبيب التخدير عن روتين التدخين الخاص بهم حتى يكون الأطباء على دراية تامة بحالة المريض قبل الجراحة.
في اليوم السابق للعملية إذا أصيب المريض بأي عارض صحي أو أصيب بالحمى فيجب عليه الاتصال بعيادة الطبيب، وإذا مرض في يوم الجراحة فيجب عليه الذهاب إلى المستشفى الجراحي لإجراء الفحص، حيث سيحدد الطبيب فيما إذا كانت الجراحة آمنة أم لا.
كيف يتم إجراء عملية انحراف الوتيرة؟
عادةً ما يستخدم طبيب التخدير مزيجاً من الغاز والأدوية الوريدية لجعل المريض ينام وليحافظ على مستوى آمن ومريح من التخدير، وسيخضع المريض أثناء العملية للمراقبة التامة عن طريق بعض الأجهزة كمقياس التأكسج النبضي (تشبع الأكسجين) وجهاز مراقبة دقات القلب (جهاز تخطيط كهربية القلب)، كما سيكون الفريق الجراحي جاهزاً لأية حالة طارئة، حيث يتواجد في غرفة العمليات ممرضة وفني جراحي إضافةً إلى الجراح وطبيب التخدير. تستغرق العملية بأكملها حوالي ساعة، ولكنها يمكن أن تستغرق وقتاً أطول أو أقصر بناءً على الاعتبارات التشريحية للجراح فيما يخص المريض.
في الجراحة النموذجية يحاول الجراح الوصول إلى الحاجز الأنفي بإجراء شق داخل إحدى فتحات الأنف، ثم يقوم الجراح برفع الغشاء المخاطي – الذي هو غطاء لحماية الحاجز – ثم يعيد الحاجز المنحرف إلى موضعه الصحيح. ستتم إزالة أية معوقات كالعظم الزائد أو الغضروف قبل إعادة الحاجز الأنفي لموضعه، والخطوة الأخيرة هي إعادة الغشاء المخاطي إلى موقعه الأصلي. قد تكون هناك حاجة لبعض الغرزات الجراحية لتثبيت الغشاء المخاطي والحاجز في مكانيهما.
بعد العملية يجب أن يكون معك شخص ليأخذك إلى البيت ومن المفضل أن يقضي الليلة الأولى بجوارك.
ماذا يحدث بعد عملية انحراف الوتيرة؟
بعد الجراحة سيؤخذ المريض إلى غرفة الإنعاش حيث ستراقبه الممرضة، وهذا الأمر عادةً ما يستغرق عدة ساعات، وعندما يتعافى تماماً من التخدير سيكون قادراً على العودة إلى البيت في نفس يوم العملية، إذ سيحتاج المريض إلى مساعدة صديق أو أحد أفراد أسرته لنقله إلى المنزل من المركز الجراحي، وقد يكون من الأفضل أيضاً أن يبقى أحد أفراد عائلة المريض أو أحد أصدقائه معه في الليلة الأولى بعد العملية.
يمكن للمرضى الاستلقاء على الفراش للراحة عند عودتهم إلى البيت من المركز الجراحي، ويجب أن تبقى رؤوسهم مرفوعة على وسادتين أو ثلاث لأن رفع الرأس فوق مستوى القلب يمكن أن يقلل التورم ومنع تراكم السوائل في الأنسجة (الوذمة)، سيكون المرضى قادرين على النهوض من السرير والذهاب إلى المرحاض ولكن بمساعدة المرافق، وكذلك يجب على المرضى تجنب أي إجهاد عند التبول أو التبرز، كما يمكنهم تناول ملين للبراز أو ملين للأمعاء معتدل إذا أصيبوا بالإمساك.
بعد الجراحة بعدة أيام قد يعاني المرضى من تورم في الأنف أو الشفة العليا أو الخدين أو حول العينين، وهذا التورم طبيعي وسيختفي بمرور الوقت، يمكنهم تقليل التورم عن طريق وضع أكبر قدر ممكن من الثلج على الجبهة وجسر الأنف والعينين، وهذا سيساعد أيضاً في علاج الوذمة والألم بعد الجراحة. اعتبر بعض المرضى أن أكياس الخضروات المجمدة (مثل أكياس البازلاء المجمدة) أفضل للجلد ومريحة أكثر من أكياس الثلج.
نزيف الأنف المعتدل شائع وسيختفي بمرور الوقت، ويمكن لضمادة الشاش (المعروفة أيضاً باسم ”ضمادة الشارب“) أن تمتص الدم وهي تحتاج إلى تغيير عندما تصبح مشبعة تماماً، وخلال أول 24 ساعة بعد العملية من الشائع تغيير هذه الضمادات كل ساعة، وبعد عدة أيام سوف لن يحتاج المرضى إلى وضع الضمادة. لمدة ثلاثة أسابيع بعد عملية انحراف الحاجز الأنفي يجب على المرضى تجنب تناول الأسبرين أو الحبوب التي تحتوي على الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين.
بمجرد التعافي التام من التخدير يمكن للمرضى تناول نظام غذائي معين (مسموح به) خفيف وطري وبارد، ويجب الابتعاد عن السوائل الساخنة لعدة أيام، وعلى الرغم من أن المريض قد يشعر بالجوع بعد الجراحة مباشرة فإنه من الأفضل البدء في تناول الطعام ببطء لتجنب غثيان وتقيؤ ما بعد العملية الجراحية. إن التقيؤ لمرة أو مرتين بعد الجراحة أمر طبيعي، لكن اتصل بطبيبك إذا استمر التقيؤ، فقد يصف لك دواء لتهدئة معدتك. من المهم التنويه إلى أن التعافي ينتج عن اتباع نظام غذائي صحي شامل والمزيد من الراحة.
بعد الجراحة، يتم إعطاء المضادات الحيوية للمرضى، وعليهم تناول جميع الحبوب الموصوفة لهم، كما يمكن وصف مادة مهدئة ومسكنة يجب أن تؤخذ عند الحاجة، وإذا كانت هناك حاجة إلى هذه الأنواع من الأدوية فينصح المرضى بعدم القيادة. في بعض الحالات يمكن للطبيب أن يصف أدوية ستيروئيدية لتقليل الالتهاب قبل و/أو بعد الجراحة. من المهم جداً أن يأخذ المرضى جميع الأدوية كما هي موصوفة وألا يوقفوها قبل المدة المحددة، كما قد يوصى باستخدام الأدوية المضادة للغثيان إذا عانى المرضى من غثيان أو إقياء ما بعد الجراحة (مضاد إقياء). يجب على المرضى الاتصال بطبيبهم إذا كانت لديهم أية مخاوف أو كانوا يعتقدون أنهم يعانون من حساسية تجاه أي من هذه الأدوية، كما يجب على المرضى عدم تناول أية أدوية أخرى ما لم يوافق عليها الطبيب سواء كانت بوصفة أو دون وصفة طبية.
ما هي التعليمات العامة والمتابعة لعملية انحراف الحاجز الانفي؟
في أغلب الحالات يتم إدخال حشوات قطنية في الأنف للسيطرة على النزيف، وفي بعض الحالات يتم وضع جبيرة الحاجز الانفي والتي ستتم إزالتها من قبل الجراح خلال الزيارة الأولى بعد العملية. سيتم أعلام المريض بموعد عودته إلى عيادة الطبيب لإخراج الحشوات، كما يجب على المريض عدم قيادة السيارة والاعتماد على الآخرين في ذهابه وإيابه خلال الزيارة الأولى. قبل المغادرة يجب أن يأكل وجبة خفيفة وأن يتوقف عن تناول الكثير من مسكنات الألم.
يحتاج المريض لعدة جلسات متابعة لتقييم تعافيه ولإزالة البقايا التي تراكمت في مكان الجراحة وخاصةً إذا كان قد أجرى عملية الجيوب الأنفية في نفس الوقت، حيث تساعد هذه الزيارات على التعافي بشكل أفضل وأسرع، وبما أن أنفك أكثر حساسية بعد الجراحة فسوف يستخدم طبيبك المخدر البخاخ في أنفك قبل إزالة القشور.
بعد إزالة الحشوات القطنية من داخل الأنف يمكنك التنفس من خلال أنفك، ولكن لا يمكنك النفخ أو العطس من خلاله لمدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، وإذا كنت مضطراً للعطس فعليك ابقاء فمك مفتوحاً لتقليل الضغط على أنفك. النزيف الأنفي المعتدل هو أمر طبيعي في الأيام الأولى وعادة ما يتوقف بوضع كمادات الثلج وإبقاء الرأس مرفوع، أما إذا كان النزيف حاداً ومستمراً، فعليك الاتصال بطبيبك.
من أهم الأشياء خلال فترة التعافي بعد العملية هي شطف الأنف ببخاخ أنفي ملحي، حيث يجب القيام بذلك عدة مرات في اليوم لمنع التخثرات والقشور من التشكل.
يجب عليك تجنب منتجات الكحول والتبغ لأنها قد تطيل مدة التورم وتزيد فترة التعافي، فالتعرض للدخان والغبار والأبخرة قد يهيج الأنف ويسبب الإنتان، لذا ابتعد عنها قدر المستطاع، وكذلك لا يُسمح بتسمير البشرة إلا بعد ستة أشهر من العملية.
يمكنك استئناف ممارسة الرياضة والسباحة بعد ثلاثة أسابيع من العملية إذا لم تكن لديك مشاكل نزيف، لكن الغطس ممنوع لمدة لا تقل عن شهرين، ومن الأفضل تجنب الرحلات غير الضرورية لمدة ثلاثة أسابيع.
متى يتوجب علينا الحصول على المساعدة الطارئة؟
يجب على المرضى إبلاغ الطبيب إذا ظهرت عليهم الأعراض التالية بعد جراحة انحراف الحاجز الأنفي:
- النزف الأنفي الحاد والسريع الذي لا يتوقف بالضغط أو الثلج أو رفع الرأس.
- استمرار ارتفاع درجة الحرارة لما فوق 101.5 فهرنهايت (38.6 درجة مئوية) رغم تناول الأسيتامينوفين (تايلينول) ورغم زيادة شرب السوائل. عندما يصاب الشخص بالحمى عليه شرب كوب واحد من السوائل في كل ساعة يكون مستيقظاً فيها.
- الألم الحاد أو الحمى التي لا تنخفض رغم أخذ المسكنات.
- زيادة تورم أو احمرار الأنف أو العين.
يحب معظم الجراحين أن يعلموا بشأن أية مضاعفات أو أية مخاوف تنتاب مرضاهم، لذلك لا تخف من الاتصال بهم ومن إبلاغهم وسؤالهم عن أية مشكلة تواجهك.