في عام 2003 أبدت وزارة الصحة والتعليم الطبي الإيرانية اهتماماً خاصاً بالصياحة الطبية لأول مرة عندما تم اعتباره صناعة صحية مستقلة بحد ذاتها في السنة التي تلتها، ويمكن النظر إلى ما تلا ذلك على أنه محاولات شاملة وحصرية في تحسين مختلف مظاهر هذه الصناعة المربحة التي تخدم أهدافاً إنسانية في القرية الكونية الحالية، وتم وضع خطط طموحة لإبقاء إيران في المنافسة الحادة مع أقوى أقطاب السياحة الطبية، وتم تحديد هدف إيران النهائي على تحقيق أرباح بمقدار 25 مليار دولار سنوياً من خلال السياحة بحلول عام 2025 بحيث يأتي حوالي 2.5 مليار دولار منها من السياحة الطبية، وبوضع مثل هذا الهدف الطموح لمستقبل البلاد كان من المنطقي إيلاء انتباه خاص إلى الإمكانيات والموارد الحالية للبلاد ومناقشة قدراتها الحالية والمستقبلية على ضوء التطورات التاريخية والحالية في مجالَي السياحة الطب على السواء.
العوامل الأساسية المسؤولة عن الحالة المثالية لإيران كوجهة سياحة طبية على مستوى عالمي
هناك بعض العوامل التي إن أُخِذت بعين الاعتبار مع بعضها تجعل من إيران مكةً بالنسبة إلى أولئك الذين يبحثون عن الرعاية الطبية في بلد غير بلدهم، فقوائم الانتظار الطويلة في العديد من البلدان الصناعية ومعدلات الفشل العالية للإجراءات الطبية في بعض البلدان والتكلفة الباهظة للخدمات الطبية في البلدان المتقدمة بالإضافة إلى التقدّم البارز لإيران في الطب وكذلك الأطباء الإيرانيون ذوو الخبرة العالية والعلاجات الطبية عالية الفعالية في ايران هي فقط بعض الدوافع التي تقف خلف سمعة إيران كقطب سياحة طبية معروف في منطقة الشرق الأوسط.
لدى إيران إمكانيات للارتقاء بالسياحة الطبية بما أن التكاليف الطبية في ايران تتراوح بين ثُلث وخُمس تكاليف العمليات نفسها في البلدان الأوربية، وهذا أحد أهم المعاملات المؤثرة في اتخاذ الأشخاص لقراراتهم عندما يصل الأمر بهم إلى اختيار الوجهة الأفضل لإجراء العلاجات الطبية في الخارج.
بالإضافة لهذا فإن المستشفيات في المدن الإيرانية توفِّر الخدمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية للمرضى الأجانب بما يضاهي ما يتم تقديمه في البلدان الأوربية والأمريكية، فأحدث المرافق الطبية مثل العيادات والمستشفيات التخصصية في المدن الكبرى في ايران هي مراكز عالية السمعة تقدِّم للمرضى أفضل وأحدث الخدمات على مدار الساعة.
تتمتع المدن الكبرى مثل طهران وشيراز ومشهد وأصفهان وتبريز باحتضانها مستشفيات على مستوىً عالمي يعمل فيها أفضل الأطباء والمتخصصين في مختلف الاختصاصات الطبية، وبعض هذه المستشفيات تقع تحت إشراف لصيق ومباشر من جامعات العلوم الطبية في تلك المدن، حيث يُنظر إلى مثل هذه المستشفيات على أنها مستشفيات تعليمية يتم الإشراف عليها دائماً حتى تحقّق أفضل معياريات المجتمع الطبي الدولي.
تجدر الإشارة إلى ميزة أخرى ساهمت في منح ايران سمعتها العالية في المنطقة والعالم وهي قربها الجغرافي والقواسم المشتركة الثقافية والدينية والتي حوّلت البلاد إلى أحد أفضل وجهات جذب السياح الطبيين وأكثرها اقتصاديةً، ومن الجدير ذكره أيضاً أن ايران بلد تاريخي عريق (على مساحة تمتد إلى أكثر من 1.6 مليون كيلومتر مربع) مع مناخات مختلفة ومتنوعة والكثير من الأماكن والمواقع التاريخية الساحرة، ولا يمكن ببساطة تجاهل الموقع الجغرافي لإيران وتميزها التاريخي الاجتماعي، وهذا يعني أن لدى ايران الكثير لتقدمه للمسافرين الذين يأتون من جنسيات مختلفة: فمواقع الجذب التاريخي والثقافي والبيئي لإيران معروفةً جداً بالنسبة للأجانب، والكثير من فرص السياحة والتنوع الثقافي الذي لا مثيل له في العديد من المناطق بالإضافة إلى الشعب المضياف الذي يرحّب بالزوار بأذرع مفتوحة هي بعض مزايا ايران فقط.
بالإضافة لذلك لا ينبغي إغفال دور مزوّدي الخدمات الصحية والخدمات السياحية، حيث يضمن مزوّدو الخدمات هؤلاء جودة الرعاية من مناظير متعددة مثل الطواقم البشرية والتجهيزات والمستشفيات وغيرها، وبالإضافة لذلك فإن هذه الآلية تؤدي لتسهيل حصول المرضى على أفضل الخدمات في الوقت المناسب وتقليل التكاليف وتأمين التكنولوجيات الحديثة من أجل التسهيلات الطبية، وقد تم أخذ هذه التدابير بعين الاعتبار من الهيئات المسؤولة لتقديم تجربة إقامة ممتعة لأولئك السياح الذين يرغبون بالحصول على أفضل الخدمات الطبية المحترفة في ايران.
ولا يجب أن ننسى أن خدمات السياحة منتشرة على نطاق واسع في العديد من المدن الإيرانية مما يلبي احتياجات المسافرين من حيث التنقلات المناسبة والإقامة وتكلفة هذه الخدمات، وهذه الخدمات تعبّد الطريق أمام الحصول على الفيزا وتأمين المعلومات الكافية عن أماكن الجذب السياحي في كل مدينة أو منطقة.
مثلما أشرنا سابقاً فإن الأطباء الإيرانيين هم من بين أفضل الأطباء على مستوى العالم، وفي الحقيقة فإن العديد من أفضل وأمهر الأطباء في كل اختصاص طبي يمارسون مهنة الطب في ايران، وبما أن العديد من هؤلاء الأطباء قد تلقوا التعليم والتدريب في عدد من البلدان الأوربية والأمريكية الشمالية فلن يعاني السياح كثيراً في العثور على دكتور يتحدث الإنكليزية.
أما فيما يتعلق بالتخصصات فإن لدى الأطباء الإيرانيين الكثير ليقدموه في مجالات علاج العقم والعلاج بالخلايا الجذعية وعمليات القلب والعمليات التجميلية وعمليات العيون.
كانت ايران على الدوام منذ العصور القديمة موطناً لعلماء عظماء بما في ذلك الأطباء مثل ابن سينا الذي كان أحد أعظم الأطباء في العالم في العصر الذهبي للإسلام، وكتابه المعروف “القانون في الطب” كان مرجعاً طبياً للعديد من البلدان، ولكونه موسوعة طبية من خمسة كتب فقد تم استخدامه ككتاب تعليمي حتى القرن الثامن عشر في البلدان الأوربية والإسلامية.
وإيران الحديثة أنجبت أطباءً عظاماً أيضاً بما في ذلك على سبيل المثال الدكتور علي أصغر خدادوست جراح العيون الإيراني البارز والدكتور علي ملك حسيني أب زراعة القلب في ايران والدكتور علي رضا يلدا أب علاج الأمراض الإنتانية في ايران والبرفيسور مجيد سميعي جراح الأعصاب المشهور على مستوى العالم ومؤسس معهد العلوم العصبية الدولي في هانوفر في ألمانيا.
البروفيسور مجيد سميعي جراح عصبي بارز
وُلد البروفيسور سميعي في ايران، ودرس الطب في جامعة جوهانز غوتنبرغ في ألمانيا، وإلى جانب مناصبه التنفيذية البارزة فقد كان الدكتور سميعي متميزاً على الدوام في إنجازاته العلمية، وقد ارتبطت عملية قاعدة الجمجمة مع سمعة الدكتور سميعي في كل أنحاء العالم.
هذا الجراح العصبي المشهور على مستوى العالم قد كرّس حياته لتعليم الطلاب الشباب الملهمين في الجراحة العصبية من كل أنحاء العالم وقد أسس عدداً كبيراً من المراكز الطبية الدولية لتحسين ممارسة وتعليم الجراحة العصبية، ويفتخر الشعب الإيراني والمجتمع الطبي الإيراني بأنهما قد قدما للعالم طبيباً متميزاً كهذاً.
لماذا أختار ايران من أجل السياحة الطبية
تزداد شعبية السياحة الطبية في العالم، وتمتاز ايران بمستويات متميزة في الأبحاث الطبية وخدمات الرعاية الصحية والتكلفة المنخفضة للعلاجات الطبية مما يجعلها وجهةً متميزة للسياحة الطبية، وبعض أفضل الأطباء وأمهرهم على مستوى العالم وتسهيلات الرعاية الصحية الحديثة موجودة هنا لتلبي كل احتياجاتك العلاجية.
ولهذا فقد أصبحت ايران وجهة جذابة واقتصادية للسياح الطبيين من كل أنحاء العالم مع زمن انتظار صفري (تماماً) في المستشفيات والعيادات المجهزة بأحدث التكنولوجيات العالمية.
الرعاية الصحية في إيران
إيران هي واحدة من أفضل البلدان في التعليم والتدريب الصحي، وتفتخر ايران بامتلاكها أكثر من 50 كلية طب يتخرج منها أكثر من 3000 طبيب كل عام، وحالياً هناك أكثر من 20 مستشفىً يحتضن أطباء يتحدثون الإنكليزية وبأتم الجاهزية لخدمة المرضى الأجانب في طهران والمدن الإيرانية الكبرى الأخرى.
في عام 2016 قامت بلومبرج بتصنيف ايران بين أفضل 30 بلداً من حيث فعالية نظم الرعاية الصحية متفوقة على الولايات المتحدة والبرازيل، ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ أنه توجد في إيران يوجد شبكة واسعة من العيادات العامة التي تقدم الرعاية الصحية الأولية بتكلفة منخفضة.
تتمتع ايران بسمعة طبية متميزة، وهي حقاً وجهة سياحية فريدة من نوعها وقد أصبحت رائدة في مجال السياحة الطبية.
في آب أغسطس من عام 2014 استضافت إيران المؤتمر والمعرض الأول للسياحة الطبية لدول منظمة التعاون الاقتصادي (ECO). وشارك في هذ الحدث ممثلو وزارات الصحة وسفراء من 9 دول أعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي ومبعوث منظمة السياحة العالمية للأمم المتحدة وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
الجودة
لقد تم تأسيس المستشفيات والعيادات التخصصية في ايران على مستوىً عالٍ من الاحترافية وجودة الخدمات والتشريعات الطبية المتقدمة جداً والتي يتم تطويرها بشكل دائم من قِبل لجنة السياحة الطبية وكذلك على أعلى معياريات الجودة العالية، كما أن هذه المستشفيات والعيادات التخصصية مجهزة بأحدث التقنيات لتقدم للمرضى طيفاً واسعاً من العلاجات الطبية وخدمات الرعاية الصحية الفعالة وفق أعلى المعايير.
التأشيرة الطبية
قامت إيران بإصلاح تشريعاتها وسياسة منح التأشيرات السياحية فيما يخص التأشيرات الطبية، وفي محاولة منها لتعزيز قطاع السياحة قامت بتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات الطبية من أجل أولئك الذين يريدون الاستفادة من الأطباء المحترفين البارزين والمرافق الطبية المتطورة بالإضافة إلى عائلاتهم بحيث يخوضون تجربة ممتعة في السفر والعلاج في الوقت نفسه.
كل عام يأتي يدخل إلى ايران أكثر من 30 الف سائح طبي ، وقد شهد هذا البلد مؤخراً زيادةً بنسبة 30٪ في عدد السياح الذين يسافرون إلى إيران لتلقي العلاج الطبي.
التكلفة
إن انخفاض التكاليف هو بالتأكيد العامل الأهم في اختيار ايران كوجهة لتلقي الخدمات الطبية بالمقارنة مع البلدان الأخرى، والآلاف من العمليات الطبية متوفرة بتكلفة أقل مما يجعل الرحلة الطبية إلى ايران منخفضة التكلفة بشكل منافس جداً، وهذا ما يجعل الرحلة الطبية إلى ايران معقولةً جداً من الناحية الاقتصادية.
ما الذي يمكن توقعه؟
بإمكان السياح الطبيين الذين يخضعون إلى عمليات جراحية معقدة في ايران على أيدي أفضل الخبراء الطبيين المهنيين والمدربين تدريباً عالياً أن يتمتعوا أيضاً بفترة النقاهة في أفضل المستشفيات الفندقية الراقية وأن يقضوا أيضا عطلة رائعة في إيران.
يمكنك أن تتوقع أنك سوف تجد أفضل الأطباء المدربين تدريباً عالياً في المستشفيات والعيادات والمرافق الصحية المعتمدة دولياً، إذ يجب على جميع المستشفيات والعيادات في إيران الحصول على ترخيص صالح للعمل في السياحة الطبية إذا ما أرادوا تقديم خدمات طبية للأجانب. وقد تم تجهيز المستشفيات المعتمدة دولياً في إيران بأحدث التقنيات والخبراء الطبيين لتقديم إجراءات جراحية عالية الجودة وبأسعار معقولة.
بإمكان أولئك الذين يبحثون عن السياحة الطبية وأولئك الذين يرغبون بالاستفادة من السمعة العالية للجراحين التجميليين الاحترافيين في ايران أن يستمتعوا أيضاً بمناخ إيران التي تمتلك أربعة فصول حقيقية ويتمتعوا بمطبخها المتميز، والعديد من معالم الجذب التاريخي والثقافي والطبيعة الخلابة بالإضافة إلى كرم الضيافة سوف تحوِّل رحلة علاجك الطبي الى رحلة من الذكريات التي تبقى معك مدى الحياة على عكس أي تجربة طبية أخرى كانت لديك من قبل.
وأخيراً.. نعم إنه كرم الضيافة الإيراني
الايرانيون مشهورون بكرم ضيافتهم، وبإمكانك أن تسأل أي شخص زار ايران من قبل وهو سوف يجيبك عن كرمهم و وديتهم و احترامهم للسائح وسوف يشاركك تجربته التي خاضها في هذا البلد.