نظراً للتطورات في تقنيات الطب والرعاية الصحية لم يعد عليك أن تخاف من الألم أثناء إجراء عمليات التجميل! وفي حين أن التخدير معامل هام في كافة العمليات الكبرى فإن استخدام التخدير في عمليات التجميل يمتاز بأثر كبير على التجربة الإجمالية للمريض سواء أثناء العملية وبعدها.
يمكن التقليل كثيراً من المخاطر الممكنة عبر معرفة مختلف أنواع التخدير وأثرها على جسمك، وستتعرف في هذه المقالة على كل ما تحتاج معرفته حول التخدير في عمليات التجميل.
حقائق سريعة عن التخدير
قد يبدو التخدير أمراً مجهولاً بالنسبة للناس العاديين لكنه ليس معقداً جداً بحيث لا يمكن فهمه! سيخبرك جراحك أو مساعدوه بكل ما عليك معرفته عن التخدير قبل العملية، لكن على كل حال سنعرض الأساسيات فيما يلي:
- هناك أنواع عديدة من التخدير وليست كلها تجعل المريض ينام ويغيب عن الوعي.
- التخدير آمن عادةً واحتمالات حدوث مضاعفات له معدومة تقريباً.
- يحتاج المدخنون إلى تخدير أكثر مما يحتاجه غير المدخنين من أجل الخضوع لعملية جراحية.
- من الممكن أن تستيقظ وأنت تحت التخدير العام لكن احتمالات حدوث هذا نادرة جداً.
- قد يؤدي التخدير العام إلى اضطراب مؤقت في ذاكرتك لكن أثره سيتلاشى بعد عدة أيام.
- الآثار الجانبية للتخدير قد تتضمن الدوار والغثيان.
- عليك أن تتجنب الأكل والشرب بعد منتصف الليلة التي تسبق عمليتك.
- بعض الأدوية والمكملات العشبية قد تتداخل مع التخدير أثناء العملية.
- إن تقييم حالتك والاستشارة التي تسبق العملية مع جراحك ستساعدك في خوض تجربة نقاهة سلسة وكاملة.
ما هو التخدير وكيف يعمل؟
التخدير هو حالة غياب عن الوعي أو فقدان للإحساس في أجزاء من جسم المريض يتم تحريضها طبياً قبل العمليات الجراحية.
أثناء كونك تحت التخدير لن تشعر بأي ألم أو إحساس، ولهذا يجعل المرضى قادرين على تحمُّل العمليات الجراحية ويجعل العمليات ممكنة تقنية بالنسبة للجراحين، حيث يضعك جراحة تحت التخدير باستخدام العقارات المخدرة والتي تؤدي إلى فقدان الإحساس. ستكون غائباً تماماً عن الوعي وأنت تحت التخدير العام، لكن يتم أحياناً استخدام التخدير الموضعي أو المحلي الذي يسبب خدراً في منطقة محددة من الجسم بحيث يمضي الدكتور في إجراء العملية دون أن يشعر المريض بأي ألم.
يتضمن التخدير في عمليات التجميل كثيراً من المتغيرات وسيقترح الدكتور أفضل خيار لك بناءً على العملية التي يقوم بإجرائها لك، وسيقوم أخصائي التخدير بمراقبة جسمك طوال كونك تحت التخدير ويدير علاماتك الحيوية أثناء العملية.
أنواع التخدير
هناك عدة أنواع من التخدير وطرق تطبيقه، ويتم استخدام أفضل خيار من حيث التخدير بناءً على تاريخك المرضي وعلى نوع العملية التي ستقوم بإجرائها وعلى توصيات جراحك وتفضيلاته وعلى تفضيلاتك أنت أيضاً.
عليك أن تلاحظ أنه سيقوم جراحك بمناقشة مخاطر وإيجابيات كل تقنية معك قبل العملية، فإطلاع المريض على هذه الأمور هو بأهمية الإجراء الجراحي بحد ذاته إن كان المرء يرغب بتجنب المضاعفات.
ومع هذا فما يزال من الموصى به أن تثقف نفسك أكثر ما يمكن حول مختلف أنواع التخدير قبل إجرائك للعملية، ولهذا فإننا سنشرحها بالتفضيل فيما يلي.
التخدير الموضعي (فقدان الإحساس مع بقاء المريض واعياً)
في العمليات قليلة التوغل يقوم يطبِّق الجراح عقاراً يؤدي إلى تخدير منطقة صغيرة من جسمك قبل العملية، وفي حين أن التخدير العام (الذي سنناقشه أدناه) يجعلك تغيب عن الوضع ويترافق مع آثار جانبية غير مرغوبة مثل الغثيان والإقياء فإن التخدير الموضعي أبسط بكثير ويتطلب وقتاً أقل للتحضير.
يتضمن التخدير الموضعي طيفاً ضيقاً من المركبات التي تقلل المخاطر والمضاعفات، وما لم يتطور لديك رد فعل تحسسي لنوع محدَّد من الأدوية فمن النادر جداً أن تعاني من مضاعفات مع التخدير الموضعي الذي يُستخدم على نطاق واسع في إجراء الخزعات الجلدية أو في تجبير العظام المكسورة أو في خياطة جرح ما.
عادةً ما يتم إجراء عمليات التجميل التي تجرى على أجزاء من الوجه أو على الرقبة أو زراعة الشعر أو شفط الدهون من مناطق صغيرة تحت التخدير الموضعي، حيث ستكون مستيقظاً وسيقوم متخصص التخدير بحقن جرعات نظامية من مواد مخدرة تخفف انزعاجك خلال العملية.
عندما يتعلق الأمر بالتخدير في عمليات التجميل فإن التواصل سمة هامة من تجربتك، وستحتاج للتفاعل مع جراحك وأخصائي التخدير في كل خطوة من العملية من أجل التأكد من أنك تخوض تجربة عملية جراحية سلسة وخالية من المتاعب.
التخدير المحلي
سيؤدي هذا النوع من التخدير إلى تخدير جزء كبير من جسمك عن طريق حقن مادة مخدرة بالقرب من الأعصاب، حيث يُستخدم التخدير الشوكي أو تخدير فوق الجافية أو تخدير كتل عصبية أخرى عندما لا يكون التخدير الموضعي كافياً ويحتاج المريض إلى فقدان الإحساس من الخصر إلى الأسفل بينما يبقى واعياً.
غالباً ما يُستخدم هذا التخدير في عمليات الولادة بحيث يسيطر على الألم أثناء الولادة، التخدير الشوكي هو من أقوى أنواع التخدير المحلي ويُستخدم على نطاق واسع في الإجراءات الأكثر تعقيداً مثل الولادات القيصرية.
التخدير المحلي آمن بالكامل وهو لا يترافق – مثله في ذلك مثل التخدير الموضعي – مع مضاعفات فقدان الإحساس أو التخدير العام وآثارها الجانبية.
التخدير الوريدي
بإمكان القلق والتوتر أن يكونا ذوي أثر ضار على العملية الجراحية ولهذا فإن أخصائيي التخدير يستخدمون التخدير الوريدي – الذي يُعرف أيضاً باسم رعاية التخدير تحت الرقابة – كوسيلة للتأكد من أن المرضى في حالة استرخاء.
ستكون واعياً وقادراً على التواصل شفهياً مع جراحة لكنك ستتذكر القليل – هذا إن تذكرت شيئاً – مما حدث أثناء العملية، ويمكن أن يتم إجراء التخدير الوريدي باستخدام الحبوب واستنشاق الغاز لكنه لا يترافق مع المضاعفات المرتبطة بالتخدير العام، وما لم يتطور لديك رد فعل تحسسي لنوع معين من المواد المخدرة أو تعاني من الإقياء فإن الآثار الجانبية ستتلاشى في غضون 24 ساعة بمساعدة الأدوية التي يصفها لك أخصائي التخدير.
البديل الأساسي للتخدير الوريدي هو التخدير العام لكن هذا الأخير عادةً ما يُستخدم في العمليات التي لا يمكن تحمل ألمها أو تلك التي لا يمكن إجراؤها إلا إن كان المريض غائباً عن الوعي أو إن تم تثبيط وظائفه البدنية.
التخدير العام
التخدير العام هو طريقة التخدير المستخدمة في العمليات الكبرى التي يستغرق إجراؤها وقتاً طويلاً أو التي يحدث فيها نزف كبير للدم.
العمليات الكبرى مثل استبدال مفصل الورك وعمليات القلب والأعصاب والعديد من الإجراءات التي تعالج السرطان تتطلب وضع المريض تحت التخدير العام، حيث يقوم أخصائي التخدير بإعطاء الدواء المخدر عبر قناع يوضع على الوجه أو عبر الحقن الوريدي.
عندما تكون تحت التخدير العام ستكون غائباً عن الوعي بالكامل ويتم إبطاء وظائفك البدنية، وسيقوم أخصائي التخدير بمراقبة علاماتك الحيوية وإدارتها طوال العملية، وحتى بعد العملية قد تعاني من آثار جانبية مثل الغثيان والإقياء وفقدان الذاكرة المؤقت، وسيكون أخصائي التخدير موجوداً حتى يتأكد من أنك تخوض فترة إنعاش سلسة وأنك لن تعاني من أية مضاعفات بسبب التخدير.
لا يمكنك القيادة بعد الاستيقاظ من التخدير العام، ولهذا من المهم أن يكون إلى جانبك شخص ما بإمكانك إيصالك إلى المنزل أو العناية بك بعد العمليات الكبرى التي تتطلب غيابك عن الوعي عبر التخدير.
ما هي أنواع التخدير المستخدمة في عمليات التجميل؟
لقد أدى تطور التخدير إلى تعبيد الطريق أمام إجراء الكثير من عمليات التجميل والتي لم تكن ممكنة من قبل، كما أن إمكانيات المراقبة المتقدمة بعد العمليات التي يتمتع بها أخصائي التخدير تساهم أيضاً في المنع المبكر لأية مضاعفات قد تحدث نتيجة العقاقير المخدرة.
مع مرور السنوات مر التخدير في عمليات التجميل بالعديد من الاختراقات والابتكارات التي ساهمت جميعها في السلامة العامة للمرضى وشفائهم، وببساطة شديدة نقول لك إن كنت تفكر في إجراء عملية تجميلية فيجب ألا يبقى التخدير سبباً لقلقك.
بناءً على تاريخك المرضي وعلى نوع العملية التجميلية التي تريد إجراءها سيوصي أخصائي التخدير بنوع معين من التخدير بحيث يقلل مخاطر حدوث مضاعفات ويضمن إجراءك عملية سلسة.
التخدير في عملية تجميل الانف
إن عملية تجميل الانف هي اليوم إحدى أكثر عمليات التجميل شيوعاً والتي تُستخدم سواء من أجل تحسين المظهر أو من أجل معالجة مشاكل تنفسية.
هذه العملية ليست معقدة جداً، وسيقوم جراحك بإجرائها إما تحت التخدير الوريدي أو تحت التخدير العام، وتبعاً لطبيعة العملية سيقرر أخصائي التخدير ما هو الخيار الأفضل.
في حين يفضل معظم الجراحين التخدير الوريدي لأنه يترافق مع مضاعفات أقل فإن بعضهم يعتقدون أن التخدير العام أكثر أماناً، يؤدي التخدير الوريدي إلى نزيف وغثيان أقل بعد العملية، ويؤدي عدم الإقياء إلى التأكد من أن المريض يعاني من ورم وألم أقل.
لاحظ أن الإقياء يؤدي إلى ورم شديد وإلى اضطراب في الأنسجة مما قد يؤثر سلباً على نتيجة عمليتك التجميلية، لكن هذا لا يجب أن يكون شيئاً تقلق بشأنه إن قرر الجراح وضعك تحت التخدير العام، ففي الحقيقة يتم استخدام مواد مخدرة تقلل كثيراً من احتمالية حدوث الغثيان بعد العملية.
التخدير في عمليات تجميل الوجه
إن كلاً من عمليات زراعة الذقن وشد الوجه وعملية تجميل الجفون وشد الحواجب وتكبير الشفاه وغيرها من عمليات الترميم التي تتم في الوجه تتطلب التخدير من أجل أمان العملية وراحة المريض.
يلعب التخدير الموضعي دوراً أساسياً في تخدير عمليات تجميل الوجه، وبعد أن يتم تخدير المريض عن طريق الفم من قِبل جراحك (الذي يلعب دور أخصائي تخدير أيضاً في معظم الحالات) فإن الجزء من وجهك الذي يحتاج إلى عملية التجميل أو الترميم سيوضع تحت التخدير الموضعي.
الفكرة هي استخدام أقل مقدار من التخدير من أجل تحقيق فقدان الإحساس بالألم بحيث يتم تقليل فرص حدوث المضاعفات ويتمكن المريض من خوض تجربة نقاهة سلسة بعد العملية.
التخدير في عمليات نحت الجسم
إن عمليات نحت الجسم مثل شد البطن وشفط الدهون من مناطق متعددة ورفع المؤخرة وعمليات تجميل الجسم الأخرى هي إجراءات أكثر توغلاً وتتطلب مراقبةً أكثف قبل العملية وبعدها.
معظم عمليات نحت الجسم تتطلب تخديراً عاماً وفقداناً كاملاً للوعي، ويجب مراقبة العلامات الحيوية الرئوية والقلبية وعلامات الاستقلاب الأخرى عندما يكون المريض تحت التخدير كما ينبغي اتخاذ تدابير من أجل تجنب المضاعفات بعد العملية.
اقرأ المزيد: 6 خرافات شائعة عن شفط الدهون.
كان يُستخدم التخدير المنتفخ (والذي هو طريقة لتطبيق التخدير الموضع) في البداية من أجل شفط الدهون، لكن أصبح يُستخدم بعد ذلك من أجل إجراءات نحت الجسم، والتخدير المنتفخ آمن نسبياً ويجعل نسيج جلدك ثابتاً وهو أمر مطلوب في بعض الإجراءات الجراحية الأكثر توغلاً.
التخدير في إجراءات زراعة الشعر
في حين أن زراعة الشعر تستغرق وقتاً طويلاً حتى يتم إجراؤها فإن المريض يكون واعياً بالكامل وعلى دراية نوعاً ما بما يجري حوله، حيث يقوم أخصائي التخدير بإعطائك مخدراً خفيفاً لمساعدتك في البقاء هادئاً أثناء العملية ويتم تطبيق تخدير موضعي في مكان إجراء العملية.
لا يترافق التخدير الموضعي المطبق في زراعة الشعر مع أية آثار جانبية ما لم يكن للمريض تاريخ مرضي من ردود الفعل التحسسية للمواد والعوامل التي يتم تطبيقها، واحتمالات حدوث مضاعفات سواء أثناء العملية أو بعدها نادرة إلى حدٍّ بعيد.
تقييم حالة المريض قبل التخدير
إن عمليات التجميل شائعة جداً ومنتشرة على نطاق واسع في كل أنحاء العالم، وأحد أسباب هذا الانتشار المتسارع هو تطور تقنيات تخدير متقدمة من أجل عمليات التجميل مما يقلل من الانزعاج والمضاعفات التي عادةً ما كانت تلي استخدام عوامل التخدير القديمة.
ومع هذا الانتشار الواسع فإن تقييم حالة المرضى قبل العملية قد أصبح أكثر أهمية مما كان عليه من قبل، وفي الحقيقة فإن أول واجبات أخصائي التخدير هو التقييم الشامل للتاريخ المرضي للمريض وتوقُّع المضاعفات التي قد تطرأ عند استخدام كلٍّ من أنواع التخدير مع أخذ تاريخ المريض مع التخدير بعين الاعتبار.
يحتاج المرضى لمقابلة أخصائي التخدير والتأكد من أن بإمكانهم الثقة من مصداقيته، ومن المهم أيضاً أن تعرف معلومات عن مختلف تقنيات التخدير وإيجابيات وسلبيات كلٍّ منها.
إن سلامتك البدنية رهن بخبرة أخصائي التخدير خلال تجربتك الجراحية، ولهذا فإنه إلى جانب التقييم التفصيلي لتاريخك الطبي سيقوم أخصائي التخدير بفحص بدني شامل من أجل التأكد من أنك تلبي معايير محددة ضرورية من أجل التخدير أثناء العملية.
ينبغي أن يعرف أخصائي التخدير بأية أدوية تتناولها بوصفة طبية أو من غيرها بالإضافة إلى الفيتامينات والمكملات العشبية وحبوب إنقاص الوزن والأدوية المضادة للالتهاب وحتى الأدوية غير الشرعية لأن بعضها قد تتداخل مع آثار عوامل التخدير.
التحضير للتخدير
من نافل القول أن نذكرك بأن عليك التأكد من أن جراحك وخبير تخديرك يجب أن يكونا خبيرين ومؤهلين لإجراء العملية التي ستقوم بإجرائها.
على جراحك وخبير تخديرك أن يعلما تاريخك المرضي والأدوية التي تتناولها، ومع أن الفحوصات التي تسبق العملية قد تكشفها فإن عليك أن تفصح عن كل ما يتعلق بعاداتك الصحية والأدوية والعقاقير التي تتناولها وعن مخاوفك حيال العمليات الجراحية، فغالباً ما تحدث مضاعفات التخدير في عمليات التجميل عندما لا يكون هناك أساس من الثقة والأمانة بين المرضى وأطبائهم.
لهذا تأكد من استشارتهما قبل العملية وطرح كافة أسئلتك، ومن المنصوح به أن تكتب هذه الأسئلة على ورقة بحيث لا تنسى أي شيء مهم، وبعد كل هذا فإن إجراء عملية جراحية سلسة وخالية من المضاعفات يتطلب منك هدوء الأعصاب والمضي إليها مع أقل ما يمكن من القلق حيال ما قد يحدث وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالتخدير.
ليس الاستعداد ما قبل العملية محصوراً بحالتك الذهنية والنفسية بحسب بل يتعلق أيضاً بشجاعتك البدنية، ونعرض لك فيما يلي ما تحتاج إلى القيام به قبل عمليتك.
دواء ما قبل التخدير
الفكرة في دواء ما قبل التخدير هي أن تصل إلى غرفة العمليات هادئاً ومخدراً نوعاً ما من أجل تجنب الغثيان والإقياء، حيث يشكل ميدازولام ولورازيبام أكثر أدوية ما قبل العملية شيوعاً من أجل تقليل الألم والقلق.
سيقوم أخصائي التخدير بتخديرك باستخدام المخدر الملائم وفق ما تمليه عليه خبرتك ومعرفته الطبية، ولهذا لا يسمح للمرضى بتناول هذه الأدوية المهدئة أو المخدرة دون وصفة طبية.
ماذا آكل؟
سيطلب منك أخصائي التخدير ألا تأكل أو تشرب شيئاً بعد منتصف الليلة التي تسبق العملية، عليك أيضاً ألا تمضغ العلكة أو تتناول أية حلويات، وعدم اتباع هذه القاعدة بدقة قد يجعل أخصائي التخدير لا يمسح لك بالمضي قدماً في إجراء العملية.
سيقوم التخدير بتهدئة عضلات معدتك وحنجرتك مما يتسبب في رجوع الطعام وجعله يعلق في رئتيك، وهذا من المضاعفات الخطيرة، والمعدة الفارغة تساعد على تجنب حدوثه.
ما هي الأدوية التي يجب تناولها أو تجنبها؟
بعض الأدوية لا تنسجم بشكل جيد مع عوامل التخدير ويمكنها أن تؤدي إلى تطور مضاعفات لديك بعد العملية، مثلاً مميعات الدم ستجعلك تنزف أكثر أثناء العملية ولهذا سيطلب منك جراحك أن تتوقف عن تناول أدوية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفن، وحتى المكملات العشبية (مثل الزنجبيل والثوم والجنسنغ وغيرها) يجب ألا تؤخذ إلا بموافقة الجراح لأن بعضها قد يؤثر على ضغط الدم أثناء العملية.
يُنصح بأن تحضر معك إلى جلسة الاستشارة قائمة بكافة الأدوية التي تتناولها بانتظام.
هل يجب أن أتوقف عن التدخين؟
مثلما أشرنا سابقاً فقد يكون للعقاقير التي تؤدي إلى الإدمان أثر سلبي على التخدير في عمليات التجميل وخاصةً إذا كان سيتم استخدام التخدير العام، حيث يقول أخصائيو التخدير إن المدخنين يحتاجون إلى تخدير أكثر من غير المدخنين مما يعرضهم إلى مزيد من المضاعفات.
غالباً ما يكون لدى المدخنين مجارٍ هوائية مسدودة مما يصعِّب التنفس عبر الأنبوب، وقد بينت دراسة أجريت عام 2019 إلى أن الأشخاص الذين يدخنون أو يتعاطون الحشيش يحتاجون إلى تناول أكثر من ضعفي كمية المخدر حتى يخضعوا للعملية.
نظراً لكل هذا فإنه يوصى بأن تتوقف عن التدخين لمدة أسبوعين على الأقل قبل عمليتك حتى تتجنب المضاعفات أثناء العملية أو بعدها.
ما الذي يحدث لجسمي عندما أتعرض للتخدير
بعيداً عن العملية بحد ذاتها فإنك ستمر بأربعة مراح في التخدير، والتعرف على هذه المراحل قد يساعدك في تقليل قلقك.
في المرحلة الأولى من التخدير ستشعر بالخفة لبعض لحظات، وقد تحس بشعور غريب في رأسك وبأنه خفيف، وأكثر ما يمكن ملاحظته في هذه المرحلة هو أنك لن تشعر بالألم، وعدم الشعور بالألم يعني أن التخدير بدأ يأخذ مفعوله.
المرحلة الثانية في التخدير تدعى ”مرحلة الحماس“، سيشعر جسمك بالذعر وستشعر بعدة أحاسيس مع بعضها في الوقت نفسه، ويمكن أن تشعر بالغثيان وتتقيأ إن طالت مرحلة الحماس أكثر مما ينبغي لكن أخصائي التخدير سيراقبك بدقة.
المرحلة الثالثة من التخدير هي الأهم ربما، فالتخدير العام هو أكثر من أن تغط في النوم، فهو أشبه بأن تكون في غيبوبة، وهناك فارق كبير بين أن تكون فاقداً للوعي وأن تكون في غيبوبة، لكن ينبغي ألا يشكل هذا هاجساً بالنسبة لك، فأخصائي التخدير سيراقبك علاماتك الحيوية ويتأكد من أنك على ما يرام طوال فترة العملية.
هناك مرحلة رابعة وأخيرة من التخدير تدعى باسم ”الجرعة الزائدة“، فعندما يتم إعطاء كمية كبيرة من العقار المخدر سيعاني المريض من تثبيط في جذع الدماغ أو في النخاع المستطيل، وهذا لا يحدث أبداً ويمكن أن تكون له عواقب تشكل تهديداً جدياً للحياة، فأولوية أخصائي التخدير هو إيصال المريض إلى المرحلة الثالثة بأسرع ما يمكن وإبقاؤه فيها أثناء العملية.
ماذا يحدث عندما يزول أثر التخدير بعد عملية التجميل؟
في التخدير العام سيعيد دماغك تشغيل نفسه عندما يكون جسمك جاهزاً للدخول في مرحلة الإنعاش، وهذا ليس مثل الاستيقاظ من النوم، إذ يقوم الدماغ بإيقاظ كل منطقة على حدة ويستغرق الأمر فترة من الزمن حتى يربط كل شيء مع بعضه ويعود للعمل بشكل كامل، قد تتعرض ذاكرتك إلى بعض الاضطراب بعد الاستيقاظ لكن هذا الاضطراب سيزول في غضون فترة وجيزة.
هناك آثار جانبية ممكنة بعد التخدير العام، وبينما لن يعاني بعض المرضى من أي منها من الضروري أن تلاحظ أن هذه الآثار الجانبية مؤقتة، فتشوش الذاكرة وفقدانها يعد من الآثار الجانبية الشائعة للتخدير لدى المسنين، أما الآخرون فقد يشعرون بالدوار أو صعوبة التبول أو الغثيان أو الإقياء أو الارتعاش والقشعريرة أو حتى حرقة في الحنجرة بسبب أنبوب التنفس.
أما في التخدير الموضعي والمحلي فإن الآثار الجانبية تكون في حدها الأدني وستتلاشى في غضون عدة ساعات، ورغم هذا فإن أخصائي التخدير سيراقب علامات الحيوية بعد العملية ليتأكد من عدم ظهور أية مضاعفات إضافية.
ما هي مخاطر ومضاعفات التخدير الممكنة؟
بشكل عام يمكن القول إن التخدير آمن كما أن التطورات في تقنيات التخدير قد سمحت للكثير من الجراحين بالعمل بشكل سلس وقللت كثيراً جداً من احتمال حدوث المضاعفات.
ما يزال الكثير من المرضى يخشون من استعادة الوعي أثناء العملية عندما يتعلق الأمر بالتخدير العام، لكن عليك أن تعلم أن احتمال حدوث هذا شبه مستحيل.
قد يعاني البالغون أو المسنون المصابون بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو البدانة أو بعض الحالات المرضية الأخرى المتعلقة بالقلب أو الرئتين أو الكليتين من بعض المضاعفات بعد العملية مثل رد الفعل تجاه عامل التخدير، والأشخاص الذين لديهم تاريخ من تعاطي الكحول بكثرة أو التدخين بكثرة معرضون أيضاً لمثل هذه المخاطر.
يمكن للتخدير العام أن يتسبب بفقدان للذاكرة قد يبقى معك لعدة أيام لكن هذا ليس أمراً خطيراً كما أنه ليس شائعاً.
إن أذية الأعصاب أو الورم الدموي فوق النخاع الشوكي وفوق الجافية من المخاوف الأخرى للمرضى الذين لديهم تاريخ سابق بوجود اضطرابات في هذه المناطق، لكن إن كان أخصائي التخدير خبيراً بما يكفي فلن يكون عليك القلق من هذه المضاعفات لأنها نادرة جداً وغير محتملة الحدوث.
أخيراً وليس آخراً عليك أن تكون حذراً بشأن ردود الفعل التحسسية وتاريخك المرضي السابق بشأن التخدير، إذ يجب أن يعلم دكتورك وأخصائي تخديرك كل شيء عن تجاربك السابقة بهذا الشأن وأن يُخضعاك لفحص بدني شامل قبل العملية.
بإمكان الهذيان والغثيان والإقياء والحمى أن تشكل عقبة لكن مع تطور التخدير في العقد الماضي لم يعد على المرضى أن يقلقوا أكثر من اللازم بشأن احتمال حدوث مثل هذه المضاعفات بعد العملية.
أسئلة شائعة عن التخدير في عمليات التجميل
ما هي الأدوية التي قد تتداخل مع التخدير؟
بعض الأدوية تؤثر سلباً على فعالية التخدير، ومن الأفضل استشارة أخصائي تخديرك وسؤاله عن هذا الأمر قبل العملية بعدة أيام، لكن بشكل عام فإن هناك نوعين من الأدوية التي يمكن أن تتداخل مع التخدير، النوع الأول هو مضادات التجلط أو مميعات الدم والتي يجب عدم تناولها تحت أي ظرف قبل العملية، وبعض أشهر مضادات التجلط التي تؤخذ بوصفة طبية هي وارفارين (كومادين) وإينوكسابارين (لوفينوكس) وكلوبيدوغريل (بلافيكس) وتكلوبيدين (تيكليد) وأسبرين ومضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية وديبيريدامول (بيراسانتين)، كما أن بعض أشهر مضادات التجلط التي تؤخذ دون وصفة طبية هي فيتامين E والثوم والزنجبيل والجنكة الصينية.
منظمات أوكسيداز أحادية الأمين أو MAOI هي النوع الثاني، وهي معروفة بأنها أدوية مضادة للاكتئاب ومضادة لباركنسون، دع أخصائي التخدير يعلم إن كنت تتناول أياً من هذه الأدوية، وهذا النوع من العقاقير بتضمن ترانيلسيبرومين (بارنيت، سيكوتون) وفلينيلزين (نارديل، نارديلزين) وإيزوكاربوكسازيد (ماربلان) وراساغيلين (أزيليكت) وسيليغيلين (إلديبريل، ديبرينيل) ولينيزوليد.
هل يمكن أن تتداخل الحساسية مع التخدير في عمليات التجميل؟
من الضروري أن تخبر أخصائي تخديرك بأية حساسيات تجاه عوامل التخدير أو أية عقاقير مخدرة، وأثناء قبولك في العيادة أو المستشفى يتم إعطاؤك أسوارة ذات ألوان تفيد في تذكير أخصائي تخديرك بنوع الحساسية الذي لديك.
قد يحدث طفح جلدي أو مشاكل في التنفس أو شري أو صدمة الحساسية أو حالة تعرف باسم فرط الحرارة الخبيث نتيجة در الفعل التحسسي للتخدير. يمكن معالجة ردود الفع هذه في المستشفى لكن عليك أن تتصف بالحكمة وتخبر أخصائي تخديرك إن كان لديك هكذا تجارب مع عوامل التخدير من قبل، وعندها سيتم وضع عوامل تخدير بديلة بعين الاعتبار من أجل تجنب المضاعفات في عمليتك، وفي بعض الحالات قد يوصيك أخصائي التخدير بمراجعة دكتور متخصص وإجراء اختبارات الحساسية الدوائية.
هل من الممكن أن أستيقظ أثناء العملية؟
إن احتمال الاستيقاظ أثناء عملية تحت التخدير العام نادرة جداً، إذ نادراً ما تتم استعادة الوعي أثناء الجراحة فقد تم تقدير نسبتها بشخص واحد من كل عشرين ألف حالة، وهناك بعض المتغيرات في التخدير مثل عدد الجرعات أو التقنية بحد ذاتها، وتبعاً لهذه المتغيرات هناك مجال من الحالات بين الاستيقاظ الكامل والغياب الكامل عن الوعي.
حتى لو استيقظت أثناء العملية فلن تشعر بكثير من الألم بسبب عوامل التخدير المطبقة عليك، لكن للأسف لن يكون بإمكان المريض أن يخبر الجراح بأنه مستيقظ وذلك بسبب مهدئات العضلات التي يتم إعطاؤها له مع عوامل التخدير.
هل من الأفضل أن أخضع لتخدير موضعي أو محلي في عمليات التجميل؟
هناك الكثير من التقنيات المتعلقة بالتخدير في عمليات التجميل كما أن عوامل مختلفة تؤثر على قرار استخدام كلٍّ منها، فبناءً على نوع الجراحة التي يتم إجراؤها وعلى سجلك الطبي قد يتم وضعك تحت التخدير العام أو الموضعي مع إفقادك الإحساس بالألم.
يحاول بعض أخصائيي التخدير تجنب التخدير العام لأنه يزيد من خطر حدوث المضاعفات أثناء العملية، وهناك أيضاً الآثار الجانبية مثل الغثيان والإقياء والحكة وغير ذلك والتي يجب أيضاً أخذها بعين الاعتبار.
إن المسنين والبدينين والمدخنين عرضة للكثير من المضاعفات بعد عملية تتم تحت التخدير العام في حين أنه يمكن تجنب بعض المشاكل الممكنة عبر استخدام التخدير الموضعي الذي يقلل من الآثار الجانبية في فترة الإنعاش إلى حدها الأدنى.
هل يمكنني القيادة بعد التخدير؟
مع التخدير الموضعي أو المحلي نادراً ما تشعر بالغثيان أو الدوار بعد العملية وقد يكون بإمكان قيادة سيارتك بنفسك، لكن بعد التخدير العام لن يكون المريض قادراً على القيادة.
سيتأكد أخصائي التخدير من أن لديك شخصاً يرافقك بحيث يمكنه إيصالك إلى المنزل بعد العملية، وفي بعض الحالات إن لم يكن برفقتك شخص ما فقد يقوم أخصائي التخدير بتأجيل العملية.
كيف يمكنني التعامل مع القلق قبل تلقي التخدير؟
قد يكون لمستوى قلقك نتائج نفسية وبدنية على عمليتك، والقلق هو استجابة طبيعية لكن إن لم تتم السيطرة عليه فقد يؤثر على العملية بحد ذاتها.
على مدى سنوات كان يحصل التخدير في عمليات التجميل على مزيج من ردود الأفعال وهناك العديد من الاعتقادات الخاطئة أو المحاكمات المسبقة عندما يتعلق الأمر بمختلف الطرق والتقنيات المستخدمة من قِبل الجراحين.
إن المعرفة والثقة أمران أساسيان فيما يتعلق بالسيطرة على قلق ما قبل العملية، وعليك أن تبني ثقة بفريقك الطبي وتتحلى بالثقة بنفسك أيضاً أثناء المضي نحو العملية، ثقف نفسك وتعلَّم كل ما تحتاج معرفته عن التخدير.
بإمكان تقنيات الاسترخاء أن تساعدك أيضاً، وإن لم تؤد هذه التقنيات إلى نتيجة قد يصف لك أخصائي التخدير تخديراً وريدياً يساعدك على البقاء مسترخياً أثناء إجراء عمليتك.
هل سأحتاج إلى مسكنات ألم بعد أن يزول أثر التخدير؟
بعد العملية سيبقيك أخصائي التخدير تحت المراقبة لعدة ساعات حتى يتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وستتلاشى الآثار في النهاية بعد يوم أو يومين، لكنك في بعض الحالات ستحتاج إلى مسكنات ألم حتى تهدئ من انزعاجك.