فرحناز جوليده فطرت هي واحدة من مريضتين خضعتا لجراحة زراعة الشبكية الاصطناعية في إيران واللتين تعانيان من العمى التام الناتج عن التوترات العصبية المستمرة. الحالة الأخرى هي امرأة أخرى كانت تعاني أيضاً من عمى تام لأكثر منذ 42 عاماً. الآن تمكنت هاتان المرأتان من رؤية العالم بعد فترة طويلة من العمى بفضل جهود طبيبين ماهرين من أطباء العيون الإيرانيين في علاج العمى في إيران.
الدكتور محسن فروردين – الجراح والأخصائي في أمراض العيون والذي لديه زمالة في اختصاص شبكية العين (ريتولوجي) بالتعاون مع أطباء العيون في جامعة شيراز للعلوم الطبية والذين تمكنوا من إجراء العملية بنجاح – وصف هذه الجراحة بأنها الأكثر تعقيداً من أية جراحة أخرى.
وفقاً للدكتور فروردين فإنه تم إجراء 250 عملية زرع شبكية عينية جراحية في العالم حتى الآن، واليوم تم الاعتراف بالجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها الدولة الخامسة عشر على مستوى العالم التي حققت النجاح في هذه الجراحة.
وفقاً لما قاله الدكتور فروردين فإن هذه الجراحة تستغرق بين 7 إلى 8 ساعات في إيران وقد تم إجراء عمليتين من قبل نفس الفريق الطبي في يوم واحد، وهذا ما أثار تعجب فريق المراقبة الدولي حيث أنه لم يتم حتى الآن تنفيذ مثل هذه الجراحة المعقدة مرتين في يوم واحد من قبل نفس الفريق في أي بلد آخر غير إيران.
كان الطبيب خدادوست – وهو من أشهر جراحي العيون الإيرانيين – قد توقع من قبل عن إمكانية إجراء هذه العملية في وقت لاحق في إيران نظراً للتقدم الذي وصلت إليه إيران في هذا المجال، وإنه لشرف عظيم أنه لأول مرة في شيراز يتم إجراء هذه العملية لسيدتين مصابتين بالعمى التام بنجاح في مشفيي “بارس” و “خليلي” وهما من بين المستشفيات التي تتعاون معها شركة آريا مدتور للسياحة الطبية. تم إجراء العمليتين للمريضتين دون مقابل.
“إيران هي أول بلد في الشرق الأوسط يقوم بإجراء جراحة شبكية اصطناعية من قبل متخصصين محليين” قال جراح العيون والمتخصص في جامعة شيراز للعلوم الطبية.
لقد قيم نتائج هذه الجراحة بأنها ناجحة بشكل كبير ويرى أنه مع مرور الوقت ستتحسن رؤية هاتين المريضتين، حالياً ستتمكن هاتان المريضتان من المشي لوحدهما باستخدام نظارات خاصة، كما يمكنهما القيام بالأنشطة الروتينية كلها بمفردهما.
يناقش الآن الجراحون وأطباء العيون حوالي 2000 حالة من الأشخاص الذي يمكن أن يستفيدوا من زراعة شبكية العين بالإضافة إلى 10000 شخصاً مصاباً بالعمى التام يمكن أن يكونوا مرشحين لهذا النوع من الجراحة.