الإخصاب في المختبر (IVF) أو ما يُعرف باسم أطفال الأنابيب هو طريقة لعلاج العقم، وهي تقنية فعالة في المساعدة على الإنجاب تزيد من فرصة الحمل لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الخصوبة وتساعدهم على إنجاب طفل.

مثلما يوحي اسمها فإن عملية أطفال الأنابيب هي عن سلسلة من الإجراءات المعقدة التي تشمل تخصيب البويضة في المختبر، وببساطة يمكن تلخيص هذه الطريقة في ثلاث خطوات رئيسية:

  • استخلاص أو استخراج البويضات الناضجة من المبايض، حيث يمكن استخلاص البويضة من الزوجة أو يمكن أن يتم التبرع بها من قبل متبرعة معروفة أو غير معروفة.
  • إخصاب البويضة بالحيوانات المنوية في المختبر، حيث يمكن أن تكون الحيوانات المنوية من الزوج أو يمكن أن يتم التبرع بها من قبل طرف ثالث.
  • سيتم نقل البويضة أو البويضات المخصبة التي تسمى الآن الجنين أو الأجنة إلى الرحم (سواء رحم الزوجة أو رحم مستأجر لامرأة أخرى تُدعى الأم البديلة).

في حين يمكن أن يكون إجراء أطفال الأنابيب أفضل خيار علاجي للعديد من الأزواج المصابين بالعقم إلا أنه غير قادر على مساعدة جميع أنواع العقم، فعادةً ما يكون الأزواج الذين يعانون من عقم غير مبرر أو من العقم بسبب انسداد قناة فالوب أو استئصالها أو متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو دورات الإباضة غير المنتظمة أو مشاكل بطانة الرحم أو عقم الزوج من بين أولئك الذين يمكنهم الحصول على نتيجة جيدة من عملية أطفال الأنابيب.

لذلك فإن الاستشارة الشاملة مع أخصائيك الذي يفحص تاريخ خصوبتك وأسبابه هي الخطوة الأولى لتحديد فيما إذا كان هذا الإجراء خياراً جيداً بالنسبة لك.

معيار الاختيار

مثلما ذكرنا سابقاً فمع أن عملية أطفال الأنابيب قد تكون مفيدةً جداً للعديد من الأشخاص وتجلب لهم السعادة إلا أنها لا يمكن أن تساعد البعض الآخر حتى لو كان سبب العقم لديهم يقع ضمن الفئات التي يتم علاجها عادةً من خلال التلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب، والاعتماد على أطفال الأنابيب قبل التأكد من أن العملية مناسبة لك وأن لديك فرصة جيدة قد لا يجلب لك إلا أملاً كاذباً ويكسر قلبك، ولهذا فإنك بحاجة إلى معرفة مدى كون العملية مناسبة لك ومدى مطابقتك لمعايير الاختيار قبل الخضوع لأية اختبارات مسح وفحوصات.

  • كثير من الأخصائيين لا يقدمون علاج أطفال الأنابيب للنساء فوق سن 46 نظراً لأن فرصة النجاح تتناقص مع تقدم العمر فوق 40، وفي حين أنه يمكن إجراء العلاج للنساء فوق سن الأربعين بعد الاستشارة المناسبة والتأكد من أن المبيضين يعملان بشكل جيد إلا أن هذا قد لا يكون مناسباً للنساء في أواخر الأربعينيات من العمر.
  • قد لا يكون هذا العلاج خياراً مثالياً للنساء اللواتي لديهن مؤشر كتلة جسم فوق 35 أيضاً، وهذا لأنه لن تكون لديهن فرصة جيدة للحمل، وبالإضافة إلى ذلك فإن خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل – وخاصةً الإجهاض – يكون أعلى أيضاً لدى النساء اللواتي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهن 35 فما فوق.

مراجعة سريعة للفحوصات المقترحة قبل عملية أطفال الأنابيب

  • التحقق من وجود أمراض معدية
  • فحص الكلاميديا
  • التحقق من وجود أمراض وراثية
  • تقييم السائل المنوي
  • المناعة ضد الحصبة الألمانية
  • فحص احتياطي المبيض
  • فحص المباح البوقي (فحص انسداد البوق)
  • فحص البرولاكتين
  • مسحة عنق الرحم
  • مضاد التخثر الذئبي
  • فحص الأجسام المضادة للكارديوليبين
  • فحص الأجسام المضادة للبروتين السكري B2
  • فحص هرمون TSH
  • نقل الأجنة الوهمي

كيفية التحضير لدورة أطفال الأنابيب

بعد التأكد من أن الحمل يمكن أن يكون خياراً جيداً بالنسبة لك – وخاصةً من خلال تقنيات المساعدة على الإنجاب وبالذات أطفال الأنابيب – وذلك من خلال النظر إلى سبب العقم ومعايير الاختيار فإن هناك حاجة إلى إجراء بعض اختبارات الفحص لمعرفة فيما إذا كلا الزوجين مناسباً لهذا الإجراء، وللتأكد من أن لديك فرصة جيدة في الحمل بمساعدة أطفال الأنابيب وأن جسمك مستعد لبدء الإجراء وقادر على إنماء أجنة صحية مع خطر منخفض لنقل الأمراض إلى الطفل وكذلك لمساعدة الطبيب في تحديد الأدوية والأنظمة المطلوبة لتحضيرك بشكل أفضل لهذا الإجراء وزيادة فرصتك في النجاح فأنت بحاجة إلى إجراء فحوصات متعددة قبل البدء بإجراء أطفال الأنابيب. ينبغي التذكير هنا بأنه إذا كان الإجراء يتطلب تدخل متبرع أو أم بديلة فيجب عليهم أيضاً إجراء الاختبارات.

فحوصات المسح

هناك بعض الفحوصات العامة لكل من الرجال والنساء مثل فحوصات الدم العادية بحثاً عن الأمراض وهناك فحوصات خاصة بكل من الزوجين للتحقق من جودة وكمية البويضات والحيوانات المنوية وكذلك لفحص حالة الرحم، وبناءً على نتائج هذه الفحوصات قد تكون هناك حاجة أو اقتراح لإجراء مزيد من الفحوصات.

فحوصات لكلا الزوجين قبل عملية أطفال الأنابيب

التحقق من الأمراض المعدية

لتقليل خطر حدوث مضاعفات ناجمة عن الأمراض المعدية فإن على الزوجين أن يخضعا لبعض فحوصات الدم للكشف عن الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B وC والزهري وجدري الماء، فهذه الأمراض يمكن أن تشكل جميعها خطراً على الجنين أثناء نموه وتسبب مضاعفات أثناء الحمل، وإذا كانت نتيجة هذه الفحوصات إيجابية (أي إذا كان أيٌّ من الزوجين مصاباً بأيٍّ من هذه الأمراض) فقد تكون هناك حاجة لإجراء مزيد من الفحوصات والعلاجات والاستشارة قبل اتخاذ قرار ببدء دورة أطفال الأنابيب.

فحص الكلاميديا

يتم إجراء هذا الفحص أيضاً لكلا الزوجين، إلا أنه على عكس فحص الأمراض الأخرى فإنه يتم إجراء فحص الكلاميديا من خلال فحص البول لدى الزوج وإجراء مسحة مهبلية للزوجة، كما يمكن أن يساعد فحص الدم أيضاً في فحص الأجسام المضادة للكلاميديا مما يتيح للطبيب معرفة فيما إذا كنت قد أصبت بالكلاميديا، إذ يمكن أن تتسبب الإصابة بالكلاميديا في تلف قناتي فالوب.

التحقق من وجود أمراض وراثية

قد تكون هناك أيضاً حاجة للتحقق من فقر الدم الخلوي الدائري أو التلاسيميا أو أية اضطرابات وراثية أخرى إذا كان لديك تاريخ عائلي أو إذا كانت أصولك تعود إلى مجموعة سكانية ينتشر فيها مرض معين مثل فقر الدم الخلوي الحلقي.

فحوصات الرجال قبل عملية أطفال الأنابيب

هناك العديد من الفحوصات للزوج أو المتبرع بالنطاف، وفي حين أن بعض هذه الفحوصات قد تكون اختيارية لزيادة فرصة الحمل بجنين سليم فإن تحليل السائل المنوي غالباً ما يكون مطلوباً لمعرفة شكل وعدد وحركة الحيوانات المنوية.

تقييم السائل المنوي

من الضروري إجراء تحليل حديث للسائل المنوي قبل عملية أطفال الأنابيب لتقييم جودة السائل المنوي سواء من الزوج أو من المتبرع بالنطاف إذا كان الخيار هو إجراء العلاج مع نطاف من متبرع، حيث يتم فحص النطاف من حيث الشكل والحركة والعدد والتركيز.

بناءً على نتيجة تقييم السائل المنوي وفي حالة العقم عند الذكور قد يقترح طبيبك حقن الحيوانات المنوية داخل الهيولى (الحقن المجهري)، وهذا إجراء يتم فيه حقن نطفة واحدة بعناية في كل بويضة باستخدام أدوات المعالجة الدقيقة، كما يُعتبر التكبير الرقمي العالي خياراً آخر يمكن اقتراح إجرائه، حيث سيتم اختيار النطاف الأكثر صحة ليتم حقنها.

فحوصات النساء قبل عملية أطفال الأنابيب

تحتاج النساء للخضوع إلى فحوصات متعددة قبل إجراء دورة أطفال الأنابيب، وبعض هذه الفحوصات موضوعة للتحقق من جودة وكمية البويضات وبعضها للتأكد من أن الرحم مستعد بما يكفي لاستقبال الجنين. قد تكون هناك أيضاً بعض فحوصات المناعة، ولذلك إذا كانت المتبرعة بالبويضات وصاحبة الرحم امرأتين مختلفتين فقد تحتاج كلٌّ منهما إلى إجراء اختبارات خاصة بها.

فحوصات النساء قبل عملية أطفال الأنابيب

المناعة ضد الحصبة الألمانية

تحتاج الأم (أو الأم البديلة) إلى إجراء فحص دم لتأكيد امتلاكها لمناعة ضد الحصبة الألمانية، وفي حال كانت نتيجة الاختبار سلبية فإنه يجب إجراء استشارة مع الأخصائي للمساعدة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه المناعة، إذ يمكن أن يتسبب تطور الحصبة الألمانية أثناء الحمل في آثار خطيرة على الطفل.

فحص احتياطي المبيض

يمكن فحص احتياطيات المبيضين التي تشير إلى عدد البويضات في جسم المرأة من خلال فحص الدم لقياس مستوى بعض الهرمونات بما في ذلك FSH وAMH وإستراديول، ففي حين أن المستويات العالية من هرمون AMH تشير إلى وجود عدد أكبر من البويضات المتبقية فإن مستوى هرمون FSH المرتفع ينسجم مع عدد أقل من البويضات ويشير إلى انخفاض احتياطي المبيض مما قد يجعل عملية أطفال الأنابيب غير فعالة.

مستويات الهرمونات ستساعد الأطباء في تحديد أنظمة الأدوية التي يجب وصفها لك تحضيراً لعلاجك.

فحص انسداد البوق

يتم فحص سالكية البوق أو انسداد البوق من خلال إجراء أشعة بالصبغة للأنابيب (HyCoSy)، وهو فحص متخصص بالأمواج فوق الصوتية يتم فيه إدخال عامل التباين (الصبغة) في قناتي فالوب للتحقق مما إذا كانت مسدودة أو تعمل بشكل جيد من أجل عملية أطفال الأنابيب. لا تتمكن الأمواج فوق الصوتية العادية أو الأشعة السينية من المساعدة في التقييم المناسب لحالة الرحم.

فحص البرولاكتين

البرولاكتين هو الهرمون الذي يساهم في إنتاج حليب الثدي، والمستويات العالية منه قد تمنع حدوث الحمل. يتم قياس مستوى البرولاكتين من خلال فحص الدم، وبناءً على مستوى البرولاكتين يقرر طبيبك ما هو النظام الدوائي الذي يناسب حالتك.

مسحة عنق الرحم

هناك حاجة أيضاً إلى إجراء فحص مسحة عنق الرحم قبل البدء بإجراء أطفال الأنابيب.

فحوصات لمعرفة خطر حدوث الإجهاض

يتم التحقق من خلال إجراء فحص دم، ومع أنه لا يمكن تقييم جميع أسباب الإجهاض والمشاكل أثناء الحمل قبل الخضوع للعلاج إلا أن هناك بعض الفحوصات التي يمكن أن تساعد في تقييم الأسباب الشائعة للإجهاض، وعادةً ما يُطلب لهذا الغرض فحص الدم للتحقق من مضاد التخثر الذئبي والأجسام المضادة للكارديوليبين والأجسام المضادة للبروتين السكري B2 وهرمون TSH، حيث أن نتائج هذه الفحوصات يمكن أن تساعد الطبيب في معرفة ما إذا كان لديك خطر متزايد للإجهاض أو مضاعفات أخرى أثناء الحمل، وفي حالة وجود أية إشكالات في هذا الصدد فإنك يمكن لطبيبك مساعدتك في بدء علاج لتقليل هذه المخاطر.

نقل الأجنة الوهمي

نقل الأجنة الوهمي هو فحص اختياري قد يطلبه طبيبك للحصول على فكرة أفضل عن كيفية عمل رحمك بشكل واقعي ولإيجاد أفضل طريق لنقل الجنين.

مقالات ذات صلة

عملية التحول الجنسي في ايران
هل تؤثر عملية الثدي على الرضاعة الطبيعية؟
شاب يرتدي حلة زرقاء يأكل ويشرب قبل الجراحة
فتاة تعاني من القلق والتوتر قبل الجراحة
الفطور الصحي لإنقاص الوزن
المسموح والممنوع بعد عملية انقاص الوزن
تقليل ندبات عملية انقاص الوزن
الحمل بعد عملية انقاص الوزن
فيروس كورونا في ايران
تخفيف ألم الظهر الناتج عن الديسك

لا تتردد في التعبير عن آرائك أو طرح أسئلتك بخصوص المقال.

guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments