إن سرطان الثدي هو أحد أشهر السرطانات والتي يتم الحديث عنها بشكل واسع، إلا أنه ما يزال هناك العديد من المفاهيم الخاطئة عنه. يمكن أن تقدم شبكة الانترنت مساعدة جيدة إلا أنها أيضاً مليئة بالكثير من خرافات سرطان الثدي، ورغم أن النوايا الحسنة لأصدقائك وأفراد عائلتك هي في تقديم معلومات لحمايتك إلا أنه ليس كل ما تسمعه حقيقة.

رغم أنه لا يوجد دليل يثبت هذا إلا أن هناك اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام ببعض خرافات سرطان الثدي التي يمكن أن تؤدي إلى التشويش، وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان على المتلقي أن يميز أحياناً بين المعلومات الصحيحة والمعلومات الخاطئة، إلا أنه بفضل الأبحاث في سرطان الثدي سنكشف هنا زيف 14 خرافة لسرطان الثدي.

خرافة: عليك ألا تقلقي بشأن سرطان الثدي إذا كنت تحافظين على وزن صحي وتمارسين التمارين الرياضية باستمرار وتأكلين طعاماً صحياً وتقللين من تناول الكحول.

الحقيقة: نعم يوجد إثبات بأن كل هذه التدابير يمكن أن تساهم في انخفاض خطر سرطان الثدي، لكن لا يمكنها أن تضمن مع ذلك أنك لن تصابي بالمرض أبداً، فالعديد من النساء يقمن بكل ما هو صحيح ومع ذلك يصبن بسرطان الثدي.

لا شك أنه ينبغي الانتباه إلى عوامل الخطورة التي يمكن أن تنظميها مثل ما الذي تأكلينه وتشربينه وما مدى نشاطك البدني، مع ذلك ما تزال هناك ضرورة لإجراء الفحوصات الدورية والفحص الذاتي للثدي للكشف عن التغيرات غير الطبيعية في الثديين.

إذا كان لديك صديقات أو قريبات يعتقدن أنهن لن يعانين من سرطان الثدي أبداً فساعديهن على إدراك أن هذه هي إحدى خرافات سرطان الثدي وأنه لا يوجد شخص آمن 100%.


خرافة: تناول الكثير من السكر يسبب سرطان الثدي.

الحقيقة: هناك خرافة شائعة تقول إن السكر يمكن أن يغذي السرطان ويسرع تطوره وليس فقط سرطان الثدي وإنما كل أنواع السرطانات. تستخدم كل الخلايا سكر الدم (الغلوكوز) كغذاء لها سواء كانت سرطانية أو سليمة، ففي حين أن الحقيقة أن الخلايا السرطانية تلتهم السكر بسرعة أكبر من الخلايا الطبيعية إلا أنه لا يوجد دليل على أن السرطان يمكن أن ينتج عن الاستهلاك الزائد للسكر.


خرافة: اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة مضمون بفعل التصوير الشعاعي السنوي للثدي.

الحقيقة: رغم أن التصوير الشعاعي للثدي هو أفضل طريقة للكشف المبكر إلا أن سرطان الثدي لا يكتشف بمراحله المبكرة دائماً، وحقيقة النفي الزائف تصف سبب إجراء الأنثى لتصوير ثدي اعتيادي وبعد ذلك يتم تشخيص سرطان الثدي لديها بعد بضعة أشهر، ويمكن أن تكون بعض النساء مصابات بسرطان الثدي المتقدم لم يتم الكشف عنه مبكراً رغم أنهن قد أجرين سلسلة من الصور الشعاعية وكانت نتيجتها الطبيعية، وتوجد أمثلة على تطور سرطان الثدي بسرعة خلال عام بعد تصوير الثدي السلبي الحقيقي.

تكشف الصور الشعاعية للثدي معظم سرطانات الثدي، ولهذا يكون الفحص الاعتيادي ضرورياً، ومن المهم على كل حال أن تنتبهي إلى أية تغييرات في ثدييك، وذلك بالقيام بالفحص الذاتي للثديين مرة كل شهر، وفحص جسماني لثدييك لدى اختصاصي صحي كل عام.


خرافة: عودة سرطان الثدي في مراحله الأولى نادرة.

الحقيقة: حتى مع المراحل الأولى لسرطان الثدي يوجد دائماً بعض المخاطر لعودة السرطان، ورغم أن معظم النساء لا يعانين من عودة السرطان في مراحله المبكرة فإنه لا يمكن تجاهل هذا الخطر كلياً، وأكثر من ذلك ما لم يعد سرطان الثدي في غضون فترة خمس سنوات فإنه لن يعود أبداً، ورغم أنه قد يكون خطر عودته أكبر في السنتين أو الخمس سنوات الأولى أكبر إلا أن العودة المتأخرة يمكن أن تحدث، وبسبب هذه الخرافات فقد أقرت سيدات مصابات بسرطان الثدي في مراحله الأولى إحساسهن بعودة مفاجئة بالكامل، وحتى بعد عشرين عاماً على التشخيص فإن المصابات بسرطان الدرجة الأولى لديهن احتمال بنسبة 15-20% لعودة سرطان الثدي الايجابي لمستقبل هرمون الثدي الأقل خطورة.


خرافة: سرطان الثدي يصيب النساء فقط ولا يصيب الرجال.

الحقيقة: في كل عام يتم تشخيص ما يقدر بحوالي 2190 ذكراً مصاباً بسرطان الثدي في الولايات المتحدة ويموت منهم 410 شخصاً من المرض، ورغم أن هذه النسبة منخفضة إلا أنه على الرجال أن يفحصوا أثداءهم بانتظام وأن يصفوا أية تغيرات لطبيبهم عبر إجراء الفحص الذاتي، حيث يُشاهد سرطان الثدي لدى الرجال تحت الحلمة والهالة ككتلة صلبة. ويعاني الرجال المصابون بسرطان الثدي من نسبة وفيات أعلى من النساء.


خرافة: ستصابين بسرطان ثدي إذا كان لديك تاريخ عائلي من سرطان الثدي.

الحقيقة: إن النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي في سرطان الثدي لديهن احتمال أعلى للإصابة بالمرض، لكن معظم مريضات سرطان الثدي ليس لديهن تاريخ عائلي. إحصائياً فإن 10% من النساء المصابات بسرطان الثدي لديهن تاريخ عائلي بسرطان الثدي في عائلتهم.


خرافة: سرطان الثدي معدٍ.

الحقيقة: لا يمكن نقل أو تمرير سرطان الثدي من شخص لآخر لأن السرطان مرض غير قابل للعدوى، ذلك أن سرطان الثدي ينتج عن تطور خلايا غير المنضبط لبكتريا متحورة في الثدي يبدأ بالانتشار إلى النسج الأخرى، على كل حال عبر ممارسة نمط حياة صحي ومعرفة عوامل الخطورة واتباع خطة كشف مبكر يمكن إنقاص خطر تطور سرطان الثدي ومعالجة المرض في المراحل الأولى في حال حصوله.


خرافة: استخدام حمالات الصدر يسبب السرطان.

الحقيقة: لا توجد براهين علمية تثبت العلاقة بين ارتداء حمالة الصدر وازدياد خطر السرطان. ولا يوجد ارتباط بيولوجي بين ارتداء حمالة الصدر وحدوث سرطان الثدي.


خرافة: لا تصاب النساء بسرطان الثدي إذا كن حوامل.

الحقيقة: هذا غير صحيح لسوء الحظ، فأثداء النساء طرية وتكبر عندما يكن حوامل أو مرضعات مما قد يجعل من الصعب اكتشاف الكتل أو رؤية تغيرات أخرى.


خرافة: زرعات الثدي يمكن أن تزيد مخاطر سرطان الثدي.

الحقيقة: استناداً للدراسات فإن النساء اللواتي لديهن زرعات في الثدي لسن معرضات لمخاطر عالية لسرطان الثدي، مع ذلك تشكل زرعات الثدي ندوباً في الثدي ما قد تجعل من الصعب اكتشاف سرطان الثدي.


خرافة: الكافيين مسؤول عن سرطان الثدي.

الحقيقة: لم يتم اكتشاف علاقة سببية بين تناول الكافيين وسرطان الثدي، في الواقع اقترحت بعض الدراسات بأن الكافيين ينقص من خطر إصابتك، ولا يمكن الجزم حتى الآن فيما إذا كان من الممكن ربط آلام الصدر بالكافيين.


خرافة: يعطيك استئصال الثدي فرصة للتخلص من السرطان أكثر من المعالجة الإشعاعية أو استئصال الورم.

الحقيقة: معدلات الناجيات هي تقريباً نفسها للنساء اللواتي استؤصلت أثداؤهن واللواتي خضعن للمعالجة الإشعاعية أو اللواتي استؤصلت لهن الكتل السرطانية، مع ذلك فإن الإشعاع واستئصال الكتل الورمية ليس خياراً مناسباً للعلاج في بعض حالات سرطان الثدي؛ على سبيل المثال سرطان الأقنية البشروي كبير الحجم DCIS أو تحولات سرطان الثدي الجيني BRCA أو الأورام الكبيرة خصوصاً.


خرافة: النساء البدينات لسن أكثر عرضةً لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي من النساء ذوات الوزن الطبيعي.

الحقيقة: إن كونك مفرطة الوزن أو بدينة يزيد من مخاطر سرطان الثدي خصوصاً إذا كانت كسبت زيادة وزن بعد سن اليأس.


خرافة: يمكن الوقاية من سرطان الثدي.

الحقيقة: للأسف لا. ففي حين يمكن تحديد عوامل الخطر (مثل تاريخ العائلة والتحول الجيني) ويمكن إجراء تعديلات على نمط الحياة (التقليل من شرب الكحول أو التوقف عنه وفقدان الوزن وممارسة الرياضة بانتظام والتوقف عن التدخين) لتقليل خطر إصابتك بسرطان الثدي إلا أن ما يقرب من 70% من النساء المصابات بسرطان الثدي لم يشخص لهن متغيرات خطر معروفة، وهذا يعني أن كل شخص معرض لخطر الإصابة بهذا المرض.


والآن وقد أصبحت تعرفين الحقائق حول المرض فانقليها إلى أصدقائك وأفراد أسرتك، وشاركي ما تعلمته وساعدي على منع انتشار خرافات سرطان الثدي التي يمكن أن تقلق الناس أو تجعلهم يستخفون بمخاطر هذا المرض.

مقالات ذات صلة

عملية التحول الجنسي في ايران
هل تؤثر عملية الثدي على الرضاعة الطبيعية؟
شاب يرتدي حلة زرقاء يأكل ويشرب قبل الجراحة
فتاة تعاني من القلق والتوتر قبل الجراحة

ما تزال لديك أسئلة أو تحتاج لمزيد من سرطان الثدي؟ لا تتردد بطرح أي سؤال. ستتم الإجابة عن أسئلتك من قِبل متخصصينا.

اشترك
نبّهني عن
guest
4 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments
وئام
وئام
2022-01-24 6:33 ص

عمري 36 اريد تصغير الثدي من قياس DDD إلى قياس B لكن لما بحثت في الانترنت شفت كتير ناس كاتبه ان هذي العمليه ممكن تسبب سرطان الثدي. في عائلتي تاريخ من سرطان الثدي وهذا الشي بيخليني خاف من العملية لكن ثقل صدري يسببلي الم في ظهري وكتافي. ارجو افادتي برأي الدكاترة عن هالموضوع

الدكتورة شكرزاده
الدكتورة شكرزاده
Reply to  وئام
2022-01-24 4:34 م

السلام عليكم. لا يوجد ارتباط بين تصغير الثدي وسرطان الثدي، ولا يوجد دليل على أنه يمكن أن يؤدي إلى حدوثه، فتصغير الثدي علاج فعال للغاية في التخلص من آلام الظهر والكتف المصاحبة لكبر حجم الثدي. يجب أن تخضعي للفحص السريري للتحقق من وجود كتل قبل العملية طالما أن سرطان الثدي منتشر في عائلتك. أتمنى لك التوفيق في علاجك.

سهيلة
سهيلة
2022-01-30 9:45 ص

السلام عليكم. اريد اسأل إذا كان تصغير الثدي ممكن يقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي

الدكتورة شكرزاده
الدكتورة شكرزاده
Reply to  سهيلة
2022-01-30 10:46 ص

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تصغير الثدي يزيل بعض أنسجة الثدي وليس كلها، إذا كنت معرضة لخطر كبير للإصابة بسرطان الثدي فإن تصغير الثدي لا يعتبر إجراءً لتقليل المخاطر ولكنه قد يجعل فحص الثدي والفحص الذاتي أسهل.