يعتبر مرض الكلية أحد أكثر الأمراض صعوبة ويصيب حوالي 37 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط، وحقيقة الأمر أن الكثير من هؤلاء الأشخاص لا يكتشفون تعرضهم لمشاكل الكلى حتى وقت متأخر جداً، لذلك يلقب مرض الكلية بالقاتل الصامت.
لسوء الحظ فإن المرحلة النهائية في مرض الكلية هي الفشل الكلوي والذي يعني أن كليتيك تعملان بأقل من 15% من قدرتهما الطبيعية، ويمكن أن يأخذ مرض الكلية شكلاً حاداً أو مزمناً ولكن الشكل المزمن للمرض عادة ما يكون من الأصعب اكتشافه ويصيب حوالي 800 مليون شخص حول العالم كل عام.
عند وصول المرض إلى مرحلة متأخرة يصبح غسيل الكلى وزراعة الكلية هما الطريقتين الوحيدتين لضمان النجاة من المرض، وكل من هذين العلاجين يؤثر على المرضى مدى الحياة، ويتألف مرض الكلية من خمس مراحل ابتداءً من تضرر الكليتين بشكل طفيف وصولاً للفشل الكلوي، والهدف هو معالجة المرض في المرحلة الأولى.
بناءً على كل ما قيل يحتاج المرضى لأن يكونوا على دراية بأعراض و علامات مرض الكلية في وقت مبكر وألا يتم الاستهانة بمرضهم كبقية الأمراض العادية أو أن يتم تجاهله كلياً.
أعراض و علامات مرض الكلية
فيما يلي 13 من العلامات والأعراض التي تشير إلى إمكانية وجود خلل ما في كليتيك:
1- أن تكون ضمن مجموعة الخطر لمرض الكلية
أول وأهم شيء هو أن تتأكد فيما إذا كنت ضمن مجموعة الخطر أم لا، وتتضمن مجموعة الخطر لمرض الكلية الأشخاص المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وتشوه الكلية والذين لديهم تاريخ عائلي في مرض الكلية، وكالعادة فالمدخنون والأشخاص البدينون والمسنون هم أكثر عرضةً لخطر الاصابة بهذا المرض.
2- الخمول والتعب والصعوبة في التركيز
على الرغم من أن هذا العارض يمكن أن يظهر في أمراض كثيرة فهو أيضاً يحدث مع المصابين بمرض الكلية لسببين، السبب الأول أن كليتيك لا تعملان بشكل صحيح مما يجعل السموم تتراكم في دمك، وهذا الأمر يمكن أن يضر بالجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى تشتت الدماغ والشعور بالتعب، أما السبب الآخر فهو أن للكليتين دور أساسي في تنقية الدم وإذا لم تعملا بشكل صحيح فسيؤدي ذلك للإصابة بفقر الدم مما يؤدي بالنتيجة إلى الخمول والتعب.
3- الغثيان وفقدان الشهية والاستفراغ
وهذا أيضاً نتيجة مباشرة لتراكم السموم، ومع ذلك يمكن أن يظهر في أمراض أخرى.
4- وجود الدم في البول
يعتبر وجود الدم في البول أحد الأعراض الشائعة لالتهاب جهاز التصفية في الكلية والمعروف بالتهاب كبيبات الكلى، وأحد وظائف الكلية أن تضمن بقاء العناصر الغذائية والمعادن التي يحتاجها الجسم في الدم وألا يتم تسريبها، وعندما يتضرر جهاز التصفية في الكلية ستتسرب كريات الدم الحمراء إلى البول، ولكن وجود الدم في البول يمكن أن يكون أيضاً علامة على وجود حصى في الكلية أو أورام حميدة وخبيثة أو إلتهاب بسيط.
5- انتفاخ في الأطراف
إحدى الوظائف الأخرى للكلية هي ضمان توازن الشوارد في جسمك، لذلك ستظهر مشاكل عندما تبقى هذه الشوارد في الجسم أو يتم إفرازها بشكل مفرط نتيجة قصور عمل الكلية، وأحد هذه الشوارد هو الصوديوم الذي يؤدي احتباسه في الجسم نتيجة قصور عمل الكلية إلى الاختلال الاسموزي، وهذا بدوره يتسبب في دخول الماء إلى الأنسجة وظهور الانتفاخ في كاحليك وقدميك، لكن هذا العارض ليس محصوراً بمرض الكلية ويمكن ملاحظته في أمراض القلب وأمراض الكبد والمشاكل المزمنة لوريد الساق.
6- العيون المتهدلة
كما أشرنا سابقاً تلعب الكلية دوراً مهماً في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، واحتباس السوائل بسبب قصور عمل الكلية يمكن أن يتسبب في ظهور التورمات والانتفاخات حول العينين، لكن يمكن ملاحظة هذه المشكلة أيضاً في أمراض الكبد.
7- ألم في الصدر وضيق في التنفس
هذا أيضاً نتيجة انحباس السوائل حول كل من القلب والرئتين، وتراكم السوائل في الرئتين يمكن أن يسبب ضيق النفس وصعوبة في التنفس.
8- مشاكل في النوم
هذا أيضاً بسبب تراكم السموم والضرر الذي تلحقه بجهازك العصبي المركزي.
9- حكة جلدية متواصلة وجفاف في الجلد
الكلية مسؤولة عن تصريف الماء الزائد من الجسم، وفي المراحل المتأخرة من مرض الكلية وعند تعطل هذه الوظيفة واختلال التوازن فإن خلل توازن العناصر المعدنية ومرض العظام سيظهران بوضوح، والنتيجة حكة وجفاف في الجلد.
10- التبول المتكرر
يمكن أن ينتج عن تضرر الكلية زيادة الرغبة في التبول وخصوصاً في الليل، ولكن ذلك يمكن أن يكون علامة على تضخم البروستات والتهاب المجاري البولية وأيضاً السكري.
11- وجود رغوة في البول
إذا رأيت رغوة في البول وبشكل خاص الرغوة التي تتطلب تنظيفاً شديداً للتخلص منها فيجب أن يكون ذلك بمثابة إنذار لك، وكما أشرنا سابقاً فإن الكلية مسؤولة عن إبقاء العناصر الضرورية ومنعها من التسرب إلى البول، وأحد هذه العناصر هو البروتين.
عند تضرر الكلية تفقد قدرتها على إبقاء البروتين في الجسم وستطرحه عبر البول، والرغوة التي تلاحظها هي غالباً البروتين المطروح بالخطأ وخصوصاً إذا كانت الرغوة تبدو مثل الرغوة الناتجة عن البيض المخفوق لأن البروتين الرئيسي الموجود في البول بعد تضرر الكلية هو الزلال أو الألبومين أي نفس البروتين الموجود في البيض.
12- وخز وتشنج في العضلات
تحتاج العضلات إلى الشوارد لتعمل بشكل صحيح، فمثلاً هناك حاجة للكالسيوم لفتح قنوات الكالسيوم في الخلايا وضمان وصول الإشارات العصبية الصحيحة للعضلات، وعند تضرر الكلية نتيجة لفقدان توازن الشوارد فإن هذه الأمر لن يتحقق وستبدأ العضلات بالعمل بصورة غير سليمة وسيتبع ذلك وخز وتشنج في العضلات.
13- فشل في السيطرة على ضغط الدم المرتفع
للكلية أيضاً دور أساسي في التحكم بضغط الدم وحجم الدم، وعندما لا تعمل الكليتان بصورة سليمة نتيجة الضرر الذي أصابهما فلن تقوما بوظيفتهما في الحفاظ على الضغط الطبيعي للدم وعلى التوازن الهرموني وسيتم كسر جزء من حلقة ردود الأفعال التي تتحكم بضغط الدم.
الخلاصة
من المهم جداً أن تراقب سلامة كليتيك وخصوصاً إذا كنت ضمن مجموعة الخطر، تذكَّر أن أعراض و علامات مرض الكلية التي عرضناها هنا ليست قطعية أو حاسمة ولكن يمكن أن تكون نقطة بداية إذا كنت تشك بوجود مشاكل في الكلية، ومن الضروري دائماً أن تستشير طبيبك للحصول على التشخيص وتلقي أفضل عناية وأفضل برنامج علاج في حال كنت مصاباً بمرض الكلية.