هل تؤثر عملية الثدي على الرضاعة الطبيعية؟

بما أن كل أم تريد أن يحصل طفلها على أفضل العناصر الغذائية في العالم ولا يوجد شيء يضاهي حليب الأم فإن الرضاعة الطبيعية بعد عملية الثدي هي من الهواجس الأساسية لمعظم النساء اللواتي يرغبن بالخضوع لهذه العملية.
بالطبع فإن عملية الثدي تؤثر على حجم الثديين وشكلهما، لكن هل ستؤثر على إدرار الحليب؟ سنكتشف ذلك الآن.

الرضاعة الطبيعية بعد عملية الثدي

سنخبرك في هذه المقالة عن الرضاعة الطبيعية بعد عملية الثدي للإجابة على جميع أسئلتك وهواجسك حتى تتمكني من اتخاذ قرار مستنير.
لفهم ما إذا كانت عملية الثدي يمكن أن تؤثر على إنتاج حليب الثدي وإفرازه سنقوم أولاً بمراجعة سريعة لكيفية إنتاج حليب الثدي.

كيف يتم إنتاج حليب الثدي؟

الحقيقة هي أن جميع النساء بعد الولادة يمكنهن تزويد الرضيع ببعض قطرات اللبأ (الحليب الأول) بغض النظر عن إجرائهن لعملية ثدي سابقة، ولكن تختلف كل امرأة عن الأخرى، حيث يُعتقد أن اللبأ هو أكثر المواد كثافة بالمغذيات بالنسبة للطفل.
يتم إنتاج الحليب من الغدد الثديية التي تتكون من الحويصلات والقنوات التي يتم فيها إنتاج الحليب وتخزينه داخل الحويصلات وينتقل عبر القنوات إلى الحلمة.
إن إنتاج الحليب عملية معقدة تتوقف على العديد من العوامل الفيزيولوجية والنفسية مثل تشريح الثدي والظروف الصحية الحالية والعناصر الغذائية الأساسية والحالة العاطفية وقدرة الطفل على الرضاعة.

إنتاج حليب الثدي

كيف تؤثر عملية الثدي على الرضاعة الطبيعية؟

يتم إجراء عملية الثدي لأسباب مختلفة، وبشكل خاص العملية التجميلية أو التشخيصية.
في كلتا الحالتين عليك مناقشة خطط الحمل والرضاعة الطبيعية مع جراحك حتى يتمكن الطبيب من إخبارك عن كيفية تأثير العملية على خططك والتي تتوقف على العوامل التالية:

كيف تؤثر عملية الثدي على الرضاعة الطبيعية؟

• موضع الشق الجراحي

إذا تم إجراء جرح في الإبط أو تجعيدة الثدي أو زر البطن فيكون احتمال ضرر قنوات الحليب أو الأعصاب ضئيلاً جداً، أما في حالة وجود الشق على حافة الهالة فيتم إجراؤه على المستوى السطحي بينما تتجه الأعصاب وقنوات الحليب من الأسفل باتجاه الحلمة، لذا فإن فرصة قطعها لا تزال منخفضة، وبالطبع ستكون خبرة الجراح حاسمة في الإبقاء في محيط الهالة ومنع حدوث أي ضرر للبنية الأساسية.

• توضيع زرعة الثدي

يمكن أن يتم وضع زرعة الثدي فوق أو أسفل عضلة جدار الصدر، وبالتالي قد يضغط الوضع الأول (تحت غدي) على الأنسجة الغدية التي تؤثر على إمداد الحليب، ويمكن أن يسبب أيضاً مشاكل احتقان بحيث يصبح الثدي مشدوداً وممتلئاً، بالمقابل فإن الوضع الثاني (تحت العضلي) ليس له أي تدخل تقريباً في إنتاج الحليب وإطلاقه.

• نوع الزرعة

إن زرعات السيليكون غير قابلة للامتصاص من قبل الجسم، لذا لا ينبغي أن تكون هناك مشكلة من جراء وجودها. وفقاً لتقرير تم نشره عام 2001 من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) فإنه لم يكن هناك دليل كافٍ لتبرير تصنيف زرعات السيليكون على أنها موانع للرضاعة الطبيعية.
سوف يقوم الجسم بامتصاص الزرعات المملوءة بالمحلول الملحي في حالة حدوث تمزق، وهذا يُعتبر محلولاً آمناً، لذلك لا يوجد أي قلق تقريباً.

• مستوى إزالة الأنسجة

إن تصغير الثدي أكثر الأمور إثارة للقلق عندما يتعلق الأمر بإنتاج الحليب إذا تمت إزالة الهالة والحلمة والأنسجة الموجودة تحتهما أثناء العملية. الحقيقة هي أنه إذا كان هدفك هو تقليل حجم ثديك فستتم إزالة بعض الأنسجة (بشكل أساسي الأنسجة الدهنية)، لكن قد يتم قطع بعض قنوات الحليب والأعصاب وقد يتم تحريك الحلمة، أما الخبر السار فهو أن الأنسجة الغدية ستنمو مرة أخرى أثناء الإرضاع مما يحسن إنتاج الحليب بمرور الوقت، وبالإضافة لذلك فإن التقنيات الجراحية الجديدة تهدف قدر الإمكان إلى حماية الغدد الثديية والأعصاب.
عملية الحلمة تزيل الحد الأدنى من أنسجة الجلد ولا تلمس الغدد الثديية.
في عملية شد الثدي أو عملية رفع الثدي يكون الجلد هو محور العملية بما أنه ليس قوياً بما يكفي حتى يحمل الأنسجة التي تحته، لذلك ستتم إزالة الجلد الزائد ولن يتم لمس الكثير من الأنسجة تحته.
في عملية سرطان الثدي ستتم إزالة الأنسجة غير الطبيعية فقط مع كمية صغيرة من الأنسجة السليمة المحيطة، وبالتالي فإن احتمال حدوث ضرر كبير في الغدد الثديية هو منخفض للغاية.
في عملية تكبير الثدي لا توجد إزالة للأنسجة تقريباً لأن الهدف هو زيادة الحجم عن طريق إضافة الزرعة.

• تشكل الندبة

هناك عامل حاسم آخر هو تشكل الندبة التدريجي الذي يحدث في الأسابيع التي تلي العملية، وعلى الرغم من ندرة حدوث هذا إلا أنه يمكن أن يسد القنوات ويمنع الحليب من الانتقال إلى الحلمة، مع ذلك فإنه يتوقف جزئياً على قدرتك على الشفاء وعلى التزامك باتباع تعليمات ما بعد العملية التي يقدمها لك طبيبك، والأمر الآخر هو خبرة طبيبك في خياطة القطب الجراحية الدقيقة التي لا تشكل ندبات كبيرة وتبقى غير مرئية.
إذا قررتِ تزيين الحلمة بالمجوهرات ففكري بالتوقيت لأن الندوب الثاقبة الحديثة قد لا تلتئم بحلول وقت الرضاعة الطبيعية، وأيضاً يوصى بإزالة مجوهرات الحلمة في الثلث الثاني من الحمل وتجنب وضعها أثناء الإرضاع الطبيعية نظراً لوجود مخاطر عالية من اختناق الرضيع.

• وقت إجراء عملية الثدي

وفقاً لمنظمة (لا ليتش ليغ) فإنه إذا تم إجراء العملية قبل أكثر من خمس سنوات من الحمل فسيكون إنتاج الحليب أفضل بشكل ملحوظ لأن القنوات أو الأعصاب التي تم قطعها أثناء العملية ستنمو مرة أخرى وستتشكل مسارات جديدة لاستعادة وظيفة إنتاج الحليب.

العوامل المؤثرة على الرضاعة الطبيعية بعد عملية الثدي

كيف يمكن زيادة إمداد الحليب بعد عملية الثدي؟

إن مساعدات الإرضاع متوفرة لك من أجل زيادة إدرار الحليب حتى يحصل طفلك على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
الحل الأمثل هو أن يرضع طفلك بشكل متكرر وفعال في الأسبوعين الأولين لأنه كلما تم إخراج المزيد من الحليب من مخزنه فسيؤدي إلى إنتاج المزيد منه، وبالتالي سيحدد جسمك مسار إنتاج الحليب لاحقاً.
يمكن أن يرشدك مستشار الإرضاع إلى الإجراءات الصحيحة لكن يمكنك القيام بأشياء بسيطة من أجل تعزيز إنتاج الحليب:

1- اعصري الحليب باليد

يعد سحب اللبأ يدوياً كل 2 إلى 3 ساعات في الأيام القليلة الأولى أمراً بالغ الأهمية لبدء مسار إنتاج الحليب في الأشهر القادمة، وبذلك فإن فحص وزن طفلك سيحدد فيما إذا تم تأمين كمية كافية من الحليب أم لا.

2- استخدمي شفاطات حليب الثدي

تُعد مضخة الثدي الكهربائية المزدوجة خياراً رائعاً لزيادة إنتاج الحليب وإدارة الاحتقان في الوقت نفسه. استخدميها بعد كل إرضاع أو أكثر من ثماني مرات في اليوم لمدة 5-10 دقائق حتى لو لم يرضع طفلك من الثدي.

3- استخدمي المكملات

إذا لم تتمكني من إرضاع طفلك بما يكفيه فإنه يمكنك استخدام المكملات الغذائية بالإضافة إلى حليب مبستر متبرَّع به أو تركيبة مع أنبوب الإرضاع، وهو يتكون من وعاء يحتوي على المكملات وأنبوب يمتد إلى الحلمة مما يسمح للطفل بإمساكهما معاً.

4- استخدمي المدرات العشبية

إن المكملات العشبية المصنفة على أنها مدرات للحليب يمكن أن تزيد من إدرار الحليب، مع ذلك ناقشي اختيارك مع طبيبك أولاً لمنع الآثار الجانبية، لكن يمكن أن يكون لبعض الأطعمة نفس التأثير، لذلك يستطيع أخصائي التغذية مساعدتك على اتباع خطة نظام غذائي لزيادة إنتاج الحليب.

5- تناولي الأدوية بحذر

يمكن لبعض الأدوية أن تحرض حدوث الإرضاع بينما بعضها الآخر يمنع الإرضاع؛ لذلك يجب تجنب هذه الأدوية الأخيرة قدر الإمكان.

كيف يمكن زيادة إدرار الحليب بعد عملية الثدي؟

خاتمة

في معظم الحالات يمكنك الإرضاع من الثدي بعد إجراء عملية الثدي لأن الطرق والتقنيات الجراحية قد تطورت بشكل كبير لمنع تضرر الغدد الثديية والأعصاب.
على كل حال يتم إجراء 300,000 عملية جراحية للثدي سنوياً في الولايات المتحدة وحدها، لذا لا ينبغي أن تسبب مشاكل للرضاعة الطبيعية؛ وإلا فإن الشابات لن يقبلن بمثل هذا الخطر.
في النهاية فإن الرضاعة الطبيعية هي علاقة حميمية بينك وبين طفلك، لذا استخدمي نصائح الرضاعة الطبيعية الواردة في هذه المقالة لتغذية رضيعك بكل قطرة من حليب الثدي الثمين بعد عملية الثدي.