هل سبق لك أن رأيت شخصاً بالغاً وتساءلت عما إذا كان رجلاً أو امرأة بمجرد النظر إلى وجهه؟ ما الذي يوجد في وجوه الناس ويساعدنا على ملاحظة أجناسهم أو تصورهم كنساء أو رجال؟
إن وجوهنا تقول الكثير عنا، فالكشف عن جنس الشخص هو أحد الأشياء الأولى التي يشير إليها وجه الشخص للعالم الخارجي.
يتميز وجه كل شخص بملامح فريدة تتأثر بالعديد من العوامل البيولوجية وغير البيولوجية في التفاعلات المعقدة مع الجينوم (مجموعة التركيب الجيني)، وفي حين أنه ليس من السهل تعميم جميع ملامح الوجه على جنس معين إلا أنه ما تزال هناك بعض الاختلافات بين بنية وجه الذكر والأنثى وشكلهما والتي تساعدنا على إدراك وجه ما أو تصوره على أنه وجه أنثى أو ذكر.
وهنا تأتي الأسئلة: ”ما الذي يجعل الوجه يبدو أنثوياً وما الذي يجعله يبدو ذكورياً؟“، ”كيف تقول عن شخص ما إنه رجل أو امرأة بمجرد رؤية وجهه فقط دون لحية وشارب ودون مكياج واكسسوارات خاصة بالجنس؟“
ستستعرض هذه المقالة أجزاء الوجه الثمانية التي تختلف بشكل أساسي بين الذكور والإناث.
أين تكمن الاختلافات في الوجه بين الرجل والمرأة؟
نظراً للاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء فإن الجبين والعينين والحواجب والأنف والذقن وخط الفك والخدين والشفاه تتطور بشكل عام بشكل مختلف في الجنسين، حيث تتم ملاحظة هذه الاختلافات في الحجم والشكل والبنية والنسب والعلاقات بين مختلف أجزاء الوجه المختلفة.
بغض النظر عن جنسنا البيولوجي فقد يكون لدى الكثير منا واحدة أو أكثر من ملامح الوجه المتشابهة إلى حد ما مع تلك الملامح المتعلقة بالجنس الآخر، وهذا أمر طبيعي جداً، إلا أن دمج هذه الملامح وعلاقتها ببعضها بعضاً عادةً ما يمكن أن يمنح الشخص مظهراً أنثوياً أو ذكورياً.
إننا نعتمد على خصائص الوجه هذه لتخمين جنس المرء والتعرف إلى وجه شخص ما على أنه ذكر أو أنثى، وأحياناً حتى دون معرفة هذا، كما يَستخدم الفنانون اختلافات الوجه هذه وعادةً ما يبرزون هذه الخصائص لتصوير صورة الذكر أو الأنثى بشكل أفضل والتمييز بينهما.
الجبهة: الاختلافات بين جبهة الرجل وجبهة الأنثى
لنبدأ بالجزء العلوي من الوجه الذي يبدأ من خط الشعر إلى الحاجبين وهو الجبهة، فعلى الرغم من أن الجبهة لا تُعتبر عادةً من الملامح البارزة جداً للوجه إلا أن كونها تغطي حوالي 35% إلى 40% من الوجه يجعل الجبهة مهيمنة بما يكفي للمساهمة في حصول اختلافات كبيرة بين وجوه الذكور والإناث.
بالمقارنة مع النساء فإن الرجال عموماً يميلون إلى امتلاك جباه أقوى وأعلى وأوسع وأكثر بروزاً بسبب شكل عظام جباههم الأمامية، ويمكن أن يعبّر خط الشعر المتراجع إلى حد ما عن وجه أكثر ذكورية مما يجعل الجبهة تبدو أعلى عند الرجال.
حافة الحاجب العظمي – التي تمتد فوق العينين من جانب إلى آخر على الجبهة الأكثر بروزاً لدى الرجل – تشكل منحدراً في جبهة الرجال وزاويةً أكثر انحداراً مع الأنف، وكل هذا يجعل العيون تبدو أكثر عمقاً، ومع ذلك فإن حافة الحاجب الأكثر نعومة أو خلو هذه الحافة العظمية عند النساء يعطي الجبهة مظهراً عمودياً أو أكثر استدارة وأكثر سلاسة، حيث ترجع الزاوية الأكثر انفتاحاً بين الأنف والجبهة عند النساء أيضاً إلى وجود حافة الحاجب الأقل بروزاً أو إلى عدم وجودها في هذا الجنس.
العيون والحواجب: هل هناك أي اختلاف بين الجنسين؟
العيون من ملامح الوجه المميزة التي تجذب مقداراً كبيراً من الاهتمام سواء في مجال التواصل أو في الجماليات، وربما تكون أكثر الأجزاء الكاشفة لوجوهنا عندما يتعلق الأمر بهوية الوجه، وبالإضافة إلى ذلك تشارك العيون أيضاً بالكثير عندما يتعلق بعواطفنا ومشاعرنا.
الاختلافات الطفيفة في شكل العينين والحاجبين وحجمهما وموضعهما على الوجه وعلاقتهما ببعضهما بعضاً وبأجزاء أخرى من الوجه تؤدي إلى اختلافات هائلة في ملامح الأفراد التي يمكن أن تعطي أيضاً مظهراً أنثوياً أو ذكورياً للوجه.
يميل الرجال إلى أن تكون عيونهم أصغر وأكثر عمقاً من النساء اللواتي لديهن في العموم عيون أكبر، والمسافة الأطول بين عيون النساء وحواجبهن تجعل عيون الأنثى تبدو أكبر وأكثر انفتاحاً، وأيضاً تكون حواجب النساء أضيق وعادةً ما تكون مقوسة مما يجعلها تبدو مرتفعةً أكثر حتى وبالتالي تساعد عيونهن على أن تبدو أوسع، ومن ناحية أخرى يمتلك الرجال حواجب أكثر استقامة وأكثر كثافة وتتوضع بالقرب من العينين مما يبرز الحجم الأصغر والتوضع الأعمق لأعينهم.
الأنف: ما هو الأنف الذكوري أو الأنف الأنثوي؟
بالنظر إلى الموضع المركزي للأنف فهو أحد أبرز ملامح الوجه، حيث يمكن أن تؤدي الفروق الدقيقة في حجم الأنف وشكله إلى اختلافات جوهرية في المظهر، ونظراً للميل إلى ظهور ميزات محددة للأنف بشكل متكرر في جنس معين فيمكن اعتبارها خصائص للجنس وتساعد على تكوين وجه أكثر ذكورية أو أنوثة.
تميل أنوف الذكور إلى أن تكون أكبر وذات قواعد وفتحتي أنف وجسور أوسع، وغالباً ما يُعتبر جسر الأنف المستقيم والمرتفع أو حتى وجود تحدب ظهري هو سمة أكثر ذكورية، وبالمقابل فعادةً ما تكون أنوف الإناث أصغر وذات جسور مقوسة، وعلاوةً على ذلك تميل أنوف النساء إلى الالتفاف نحو الأعلى عند الطرف مما يؤدي إلى تشكيل زاوية أنفية شفوية أكبر (الزاوية بين الأنف والشفتين).
تكون هذه الزاوية أصغر عند الرجال ولا تزيد عادةً عن 90 درجة لأن أنوف الذكور لا تكون ملتفة عادةً.
الخدود وعظام الخد: بماذا تختلف خدود الذكر عن خدود الأنثى؟
الخدود وعظام الخدود هي ملامح أخرى للوجه يمكن أن تختلف بين الرجال والنساء، حيث يمكنك العثور عادةً على عظام خدود أنثوية أكثر امتلاءً وبروزاً من عظام الخدود الذكورية، وبالتالي تبدو الخدود الأنثوية أكثر استدارةً ونعومةً.
بالمقابل فإن خدود الذكور مسطحة على الوجه وليست ممتلئة وبارزة مثل خدود النساء.
الذقن وخط الفك: هل لدى الرجال ذقون وفكوك مختلفة عن ذقون وفكوك النساء؟
يتضمن الجزء السفلي من الوجه أيضاً على بعض الميزات التي تكشف نوع الجنس، وبالتالي إذا تمكنتَ فقط من رؤية الذقن والفك لوجه ما مع ترك الشفاه خارج مجال الرؤية فما تزال لديك فرصة كبيرة للتمييز فيما إذا كان وجه رجل أو امرأة.
هل سبق لك أن لاحظتَ الفك المربع لمظهر ذكوري مع خطوطه البارزة؟ بالمقارنة مع فكوك الذكور فإن فكوك الإناث أصغر وتشكل شكل حرف V مع تحديد أقل وضوحاً بحيث يبدو أكثر استدارةً، وكذلك فإن فكوك الرجال أكبر وأعرض وعادة ما تكون ذقونهم أكثر بروزاً، ويُعتبر خط الفك الأكثر بروزاً حول الذقن سمة مميزة أخرى للوجه الذكوري.
الشفاه: ما هي الاختلافات بين شفاه الذكور وشفاه الإناث؟
إذا لم تكن متأكداً تماماً من إطلاق حكمك على جنس الوجه السفلي بناءً على الذقن والفك فمن المحتمل أن إلقاء لمحة سريعة على الشفاه ستزيد ثقتك إلى مائة بالمائة من اليقين.
الشفاه هي ملامح وجه معبرة تماماً، ورغم وجود أنواع مختلفة من الشفاه التي يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر إلا أنه لدى النساء بشكل عام شفاه أكثر اتساعاً وأكثر امتلاءً من الرجال الذين تكون لديهم شفاه أضيق وأكثر تسطحاً وأقل بروزاً، والفنانون الذين يرسمون أو ينحتون وجوه الرجال يبرزون هذه الملامح أحياناً ليس من خلال رسم الشفة العليا للرجال لتصوير وجه رجولي لكن أيضاً يتم وضع شفاه الرجال بعيداً عن قاعدة الأنف بينما تكون هذه المسافة أقصر عند النساء.
كيف يمكنني جعل وجهي يبدو أكثر أنوثةً أو أكثر ذكورةً؟
يقع مظهر الوجه لمختلف الأفراد في طيف واسع، حيث بعضها أقرب إلى الوجه الذكوري النموذجي المتصور والبعض الآخر أقرب إلى الوجه الأنثوي النموذجي.
مثلما ذكرنا سابقاً فإن وجود بعض ملامح الوجه المنسوبة إلى الجنس الآخر المفترض هو أمر طبيعي تماماً ولا يعطي الوجه بالضرورة مظهراً ذكورياً أو أنثوياً مميزاً، ومع ذلك يمكن أن تؤدي مجموعة من هذه الملامح إلى نقل وجه المرء على الطيف الذكري-الأنثوي ليقترب أكثر مما يُنظر إليه على أنه رجل أو امرأة.
إن الانتباه إلى اختلافات الوجه بين الرجال والنساء قد ساعد جراحي التجميل على إيجاد طرق لتسهيل انتقال المرضى المتحولين جنسياً نحو الجنس الذي يحددونه من خلال منحهم مظهراً أكثر أنوثةً أو أكثر ذكوريةً، ومع ذلك قد يعتمد الأشخاص غير المتحولين جنسياً أيضاً على هذه الاختلافات لتحقيق أهدافهم الجمالية من خلال إبراز ملامح الوجه الأنثوية أو الذكورية.
وفي حين يساعد المكياج على إجراء تعديلات على الوجه بشكل مؤقت فإن بعض الإجراءات الجراحية وغير الجراحية يمكن أن تغير المظهر لفترة أطول أو حتى بشكل دائم. إن عدداً من العمليات الجراحية الاختيارية المستخدمة لتنعيم الوجه وتقليل السمات الذكورية والتي تُدعى عمليات تأنيث الوجه (FFS) تساعد المتحولين جنسياً وغيرهم ممن يبحثون عن مظهر أكثر أنوثة ليشعروا بمزيد من الراحة نحو مظهرهم وليكونوا أكثر ثقةً بأنفسهم، وهذه الأساليب الجراحية تشمل تصغير عظم الحاجب وخفض خط الشعر وتجميل الأنف وتجميل الجفن وتكبير الشفاه وتصغير الفك وما إلى ذلك.
ومن ناحية أخرى فإن عمليات عكس الأنوثة أو عمليات زيادة ذكورة الوجه هي مجموعة من العمليات الجراحية التي تعطي الوجهَ مظهراً زاوياً وذكورياً، ذلك أن تحديد خط الفك وتكبير الذقن هي من بين عمليات تذكير الوجه الرئيسية، ويمكنك العثور على مزيد من التفاصيل حول هذه الإجراءات هنا.
خاتمة
بشكل عام يميل الرجال والنساء إلى امتلاك ملامح مختلفة للوجه بسبب الاختلافات البيولوجية فيما بينهم، وتكمن هذه الاختلافات بشكل أساسي في 8 أجزاء من الوجه، وتكون الاختلافات كما يلي:
إن الملامح المذكورة أعلاه تُعتبر الأساس للعديد من العمليات الجراحية وغير الجراحية لأهداف تغيير الجنس أو من أجل الحصول على أهداف جمالية فقط.
لا تتردد في التعبير عن آرائك أو طرح أسئلتك بخصوص المقال.